كشفت لنا جائحة فيروس كورونا عن العديد من الأزمات الاقتصاديّة، والتحديّات التعليميّة أمام المؤسسات الدوليّة والوطنيّة بالقارة الأفريقيّة؛ فقد أدى خطر انتشار العدوى إلى قراراتٍ عالميّةٍ بإغلاق المؤسّسات التعليميّة، والتحوّل إلى التعليم عن طريق الإنترنت، للحد من العدوى بهذا الفيروس.
لكن الاتصال بالإنترنت ليس بهذه البساطة بالقارة الأفريقيّة التي تُعاني الكثير من الأزمات على إثر الحروب الأهليّة، والانهيارات الاقتصاديّة، وضعف أنظمة الرعاية الصحيّة، والتي تُزيد من هشاشتها في مواجهة عواقب هذه الجائحة العالميّة.
وفقًا لليونسكو، يُعاني 9.8 مليون طالبٍ أفريقيّ من مشكلات دراسيّة، بعد إغلاق مؤسسات التعليم العالي، وتحوّل الدورات الدراسية إلى الإنترنت؛ حيث لا يتمكن إلا ما نسبته 24% من السكان من الوصول إلى الإنترنت؛ وذلك نظرًا لضعف الاتصال، وتكلفته الباهظة، والانقطاع المُتكرر للكهرباء، مما يُمثل تحديًا خطيرًا أمام جودة التعليم واستمراريته.
وفي ظل العديد من التحديّات الأُخرى التي تعاني منها المؤسسات الدوليّة والخدميّة بأفريقيا، يجب أن تظل الأولويّة الوطنيّة دائمًا هي الوصول إلى ملايين الطلاب المُهمشين في كل مكان؛ مما يدفعنا إلى ضرورة إيجاد حلول دائمة، وبدائل فعّالة من المؤسّسات التعليميّة، والتكنولوجيّة، الحكوميّة منها، والخاصة، والتي قد ينتج عنها تغييرًا جذريًّا في الوسائل والخدمات التعليمية بالمستقبل القريب.
فهل يتغير هذا الواقع المؤلم إلى مستقبلٍ أفضل؟