لاحظ الطبيب الألماني فيهلنسينج عام ١٨٨٣، ومن بعده الأمريكي كولي عام ١٨٨٤، أن كثيرًا من مرضى السرطان تبدأ حدة المرض لديهم في التراجع عند إصابتهم بنوع من أنواع البكتيريا التي تتواجد على جلد الانسان. بناءً على هذه الملاحظة، بدأ استخلاص وتنمية هذه البكتيريا، ومن ثم حقنها في حيوانات التجارب أولًا، ثم تجريب حقنها في مرضى السرطان. وقد سُجّلت العديد من النتائج المُذهلة حول تراجع الأورام في بعض المرضى، وعلاجها بشكل نهائي في البعض الآخر. كانت هذه المحاولات أُولى خُطوات دراسة التأثير الإيجابيّ المناعيّ في مُهاجمة الخلايا السرطانيّة، ومحاولات تطويع وتسليح أنواع من البكتيريا لمُهاجمة خلايا السرطان دون تأثير جانبيّ على جسم الانسان. وصلت ذروة هذه الدراسات بحصول العالِمين اليابانيّ هونجو، والأمريكيّ أليسون، على جائزة نوبل في الطب عام ٢٠١٨ عن إسهاماتهم في تطوير العلاج المناعيّ للسرطان، والذي جعل حلم التخلِّي عن العلاج التقليديّ الإشعاعيّ والكيميائيّ مُمكنًا. فهل تُصبح البكتيريا قريبًا الأمل المُنتظر لعلاج السرطان؟