أصبحت مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية قضيّة هامة تُهدد الصحة العالمية. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خطورة حقبة ما بعد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؛ فمن المتوقع أن تتمكن الالتهابات الشائعة والإصابات الطّفيفة من القضاء على حياة كثيرٍ من البشر في القرن الواحد والعشرين. وبالفعل، يتزايد مُعدل الوفيات بشكل مُستمر نتيجة للعدوى المُكتسبة من المستشفيات، مما يؤدي إلى زيادة العِبء المالي، وقد أوضحت الإحصائيات زيادة تكاليف خدمات الصحة الوطنية الخاصة، والتي تخطت مليار جنيه إسترليني في سنةٍ واحدةٍ، وذلك لـ ٨.٢٪ من المرضى المقيمين في مستشفيات المملكة المتحدة.
تُعتبر البيتا لاكتام من أهم فئات المضادات الحيوية. وتُمثل ما يقرب من ٦٠٪ من مجموع المضادات الحيوية المُستخدمة في يومنا الحالي، إلا أنها عُرضة للمقاومة البكتيرية، مما يُعد تهديدًا للصحة العالمية. وتُمثل شبكة البيبتيدوجليكان لدى الخلية البكتيرية هدفًا رئيسيًّا للمضادات الحيوية من فئة البيتا لاكتام، وذلك لأهميّة وجودها للحفاظ على الشكل الخارجيّ للخلايا البكتيرية. تتكون شبكة البيبتيدوجليكان من سكريات أمينية متناوبة، وهما؛ حمض اسيتيل الميوراميك، واسيتيل جلوكوز امين، ويرتبطان ببعضهما البعض عن طريق وحدة الاسيتيل الميوراميك المُجاورة. ترتبط السلاسل الجانبية للبروتين عن طريق تفاعل البروتينات المُلازمة للبنسلين؛ وهي مجموعة من البروتينات التي تتميز بقدرتها على الارتباط بالبنسلين. وتتكون المضادات الحيوية بيتا لاكتام من الحلقة الرباعية (بيتا لاكتام) ولديها المقدرة على الاتحاد مع الجُزء النشط في انزيم ناقل البيتيد، لتكوين انزيم اسيلي مع البروتين الحمضي سيرين.
ومع ذلك، طوّرت البكتيريا آليات مُضادة لتلك المضادات الحيوية. وتتمثل هذه الآليات في طفرات في البروتينات الملازمة للبنسلين، لتقليل فاعلية الارتباط مع البيتا لاكتام، وأيضًا عن طريق إنتاج قنوات تضخُّ البنسلين إلى خارج الخلية. كما أن أكثر طرق المُقاومة شيوعًا في البكتيريا سالبة الجرام هي إنتاج إنزيم البيتا لاكتاميز؛ وهو إنزيم لديه القدرة على تحليل الرابطة الأميدية في حلقة البيتا لاكتام، مما يؤدي إلى تكوين مركبات غير فعّالة. وتنقسم هذه الإنزيمات إلى أربع مجموعات؛ المجموعة الأولي (البنسيليناز)، المجموعة الثانية (الكاربابينيمازيز)، المجموعة الثالثة (سيفالوسبورينيز)، والمجموعة الأخيرة (اوكسالينزيز).
يُعد أفيباكتام أول مُركب مثبط لإنزيم البيتالاكتاميز، دون أن يحتوي على حلقة بيتا لاكتام. ويتميز بقدرته على الانفصال عن الإنزيم بعد تثبيطه، ومن ثم الارتباط بعدد أكبر من جزيئات الإنزيم. وهذه القدرة غير موجودة في المضادات الحيوية من فئة البيتالاكتام ذاتها. ويتميز أفيباكتام أيضًا بقدرته على الارتباط بإنزيم البيتالاكتاميز لفترة طويلة (تبلغ فترة عمر النصف أكثر من 7 أيام)؛ ولذلك يُعد طفرةً في عالم المضادات الحيوية من فئة البيتالاكتام، إلا أنه لا يمتلك فاعلية ضد البيتالاكتاميز من فئة MBL. وتتوقّع بعض التقارير إصابة نحو مليار شخص بالبكتيريا التي تحتوي على MBL؛ وهي فئة من البيتالاكتاميز، تعتمد على وجود ذرة معدنية بداخلها، ولها قدرة عالية على إبطال مفعول جميع أنواع المضادات الحيوية من فئة البيتالاكتام، ماعدا مركب المونوباكتام. ولا يمكن تثبيط هذه الإنزيمات بأي من مضادات البيتالاكتاميز المتوفرة حاليًا. وبالتالي، يتمثَّل التَّحدِّي في تطوير مضادات ذات فاعلية واسعة لتلك الإنزيمات MBL دون أن تؤثر على الإنزيمات المُشابهة في جسم الإنسان، وألا تتأثر في نفس الوقت بالطفرات التي تُطورها البكتيريا من أجل اكتساب المقاومة، مما يتطلّب دراسة إنزيمات MBL بشكل أفضل.
وهنا تقع أهمية تضافر الجهود من أجل مواجهة هذا التحدي العالمي. والعمل على توعية المجتمع بهذه الأخطار الصحيّة الوشيكة، وضرورة اتّباع الأفراد للوصفات الطبية بشكل دقيق، وعدم الإسراف في استخدام المضادات الحيوية.