في الثمانينيات من القرن الماضي، أُضيفت طبقة جديدة من التعقيد إلى الجينوم البشري عند اكتشاف الحمض الريبوزي غير المشفِّر non-coding RNAs or ncRNAs. وبالرغم من أنه جزيء RNA ولا تتم ترجمته إلى بروتين، إلا أنها كانت مفاجأة للجميع عندما اتضح الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه ncRNA في ضبط التعبير الجيني، وذلك إلى جانب العديد من العمليات البيولوجية الأخرى.
عام 1993، اكتشف في ديدان Caenorhabditis elegans فئة من ncRNA والتي تتميز بحجمها الصغير، الذي يتراوح بين 18-25 نيوكليوتيد، وتسمى microRNAs miRNAs.
وتعمل miRNAs بشكل أساسي من خلال الاندماج مع مجموعة من بروتينات RISC/ RNA-induced silencing complex والارتباط بالحمض الريبوزي المرسال mRNA في المنطقة غير المترجمة 3’UTR. وتتدخل miRNAs بهذه الطريقة في آلية الترجمة؛ مما يمنع إنتاج البروتين Translational repression. كما اتضح أنها تتسبب في قص mRNA. وكذلك في زعزعة استقرار mRNA وتدهوره، وبالتالي تقليل ترجمته إلى بروتين.
تتطور أهمية العلاجات القائمة على miRNAs بسرعة ملحوظة؛ وقد استغلها الباحثون كمؤشرات حيوية للظروف المُسببة للعديد من الأمراض، كالسرطان. هذا إلى جانب وضعها تحت الاختبار كهدفٍ دوائي؛ فقد لوحظ على سبيل المثال أن miRNA 122 /miR-122 يقل مستوياته في سرطان الكبد Hepatocellular carcinoma, HCC، وبالتالي يزيد إنتاج العديد من أهدافه الجينية، ومن أهمها: Cyclin G1 التي تقوم بتحفيز النمو الثانوي للورم. ولذلك يبحث العلماء عن تطوير أدوية تحتوي على محاكيات mir-122 mimics لعلاج سرطان الكبد.