لقاح السرطان: حقيقة أم وهم؟
1 فبراير 2025

المقال الفائز بمسابقة كتابة المقالات العلمية 2024، للمنتدى العربي العلمي

كتابة وترجمة: نور الدين أيمن أحمد عبد العزيز المسلمي

تُعتبر العلاجات المناعية الموجهة واحدة من أكثر التقنيات الواعدة في تخصص طب الأورام. ومع الثورة التي يشهدها مجال التكنولوجيا الحيويّة، وفهمنا المتزايد للجهاز المناعي، صمّم العلماء لقاحات تهدف إلى تعزيز الجهاز المناعي، ومساعدته على مكافحة الخلايا السرطانيّة بفاعلية أكبر. 

يعتمد العلاج المناعي الموجه على استخدام مكونات الجهاز المناعي، مثل: الأجسام المضادة، والخلايا التائية؛ لاستهداف الخلايا السرطانيّة بدقة. على سبيل المثال، يمكن للأجسام المضادة الموجهة أن تستهدف مستقبلات محددة على سطح الخلايا السرطانيّة؛ مما يؤدي إلى تدميرها، أو منع نموها. كما يمكن استخدام الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخميريّة CAR T-cells، المعدلة جينيًا، للتعرف على الخلايا السرطانية، والتعامل معها كأجسام دخيلة، ومن ثَمَّ قتلها بفعالية. مما لا شك فيه أن هذا النهج يفتح المجال لتطوير لقاحات للوقاية من السرطان، أو علاجه.

تتميز هذه العلاجات بعدة مزايا تجعلها خيارًا جذابًا وواعدًا لعلاج السرطان.؛ فهي قادرة على استهداف الخلايا السرطانيّة بدقة عالية، مما يُقلل الأضرار التي قد تلحق بالخلايا السليمة. كما أنها توفر استجابة طويلة الأمد؛ حيث تعمل على تدريب الجهاز المناعي على تذكر الخلايا السرطانيّة، مما قد يؤدي إلى حماية مستدامة وربما دائمة ضد السرطان. ولتعزيز فعاليتها، يُمكن استخدامها بالتزامن مع العلاجات التقليدية، كالعلاج الكيميائي، أو الإشعاعي. 

ورغم فوائد هذه العلاجات، فإنها تواجه عدة تحديات تعيق انتشارها، مثل: تكلفة العلاج المرتفعة التي تجعله غير متاح للجميع. إضافة إلى ذلك، قد يواجه بعض المرضى آثارًا جانبية، مثل: الطفح الجلدي، والالتهابات؛ مما يبرز أهمية الدراسات المستمرة لفهم تلك الآثار، وتطوير حلول لها.

من المتوقع أن تشهد هذه العلاجات تطورًا كبيرًا في المستقبل. فمع تقدم تقنيات الهندسة الجينيّة، وتعمق فهمنا لبيولوجيا السرطان، يُمكن أن تصبح هذه العلاجات أكثر فعالية، وأقل تكلفة. كما يمكن أن تُسهم الأبحاث في تطوير علاجات تستهدف أنواعًا مختلفة من السرطان، وتُوفر خيارات علاجية مخصصة لكل مريض. 

تُشكل العلاجات المناعية الموجهة خطوة هامة للمستقبل في علاج السرطان. وبفضل قدرتها على استهداف الخلايا السرطانيّة بدقة، وتعزيز استجابة الجهاز المناعي، فإنها تمنح أملًا جديدًا للمرضى. ومع استمرار الأبحاث والتطورات التكنولوجيّة، يُمكن أن يصبح العلاج المناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات علاج السرطان؛ مما يفتح آفاقًا جديدة للاعتماد على الجهاز المناعي في مكافحة الأمراض، والأوبئة المختلفة. 

اقتراح ومراجعة علمية
د/ أروى أبو جبل
جامعة Sheffield
تدقيق ومراجعة لغوية
د/ أروى أبو جبل
جامعة Sheffield
علا زيادة
جامعة القاهرة