مع استمرار محاولاتنا لاستكشاف القمر، تتطلّب المهمات المستقبليّة مركبات وتقنيات متقدمة، تدعم الهبوط والتنقل الآمنين، واللذين يُعدان من أهم الأشياء الواجب مراعاتها على سطح هذا الجِرم المعتم.
من هذا المنطلق، طوّر الباحثون نظامًا للهبوط المتحرك المتكامل LMIG لمركبات الهبوط المتنقلة على سطح القمر وشاركونا التفاصيل في بحثٍ منشور بدورية Space: Science & Technology.
يحل النظام أو التصميم الجديد مشكلتين أساسيتين: الهبوط على سطح القمر، وحرية الحركة على تضاريسه؛ وذلك بالتركيز على ثلاث مراحل رئيسة: وسادة المركبة وتهيئتها للهبوط الآمن، وتخطيط الحركة من أجل التنقل الفعال، واختبار النموذج الأوليّ؛ للتحقق من فعالية التصميم. ودعونا نتحدث عن كل مرحلة منهم على حدة.
أولًا، وسادة المركبة، أو نظام التوسيد؛ فقد عزّزه الباحثون بتراكيب الألومنيوم المصنوعة على شكل أقراص العسل aluminum honeycomb، التي استخدموها كثيرًا في مركبات المهمات السابقة، مثل: أبولو Apollo؛ وذلك لقدرتها على امتصاص الصدمات أثناء الهبوط. وقد تأكد العلماء من ذلك بعد محاكاة أداء هذه المادة تحت ظروف مختلفة للهبوط.
بمجرد أن تهبط المركبة على سطح القمر بأمان، ينبغي عليها أن تسير عبر التضاريس غير المستوية. وهنا يأتي دور المرحلة الثانية، والتي حرص فيها الباحثون على تسهيل الحركة، من خلال تصميم المركبة بطريقة تجعل الاهتزازات في حدها الأدنى. وعند المرحلة الثالثة، الاختبار، كانت النتائج في صالح نظام التوسيد والتحسينات الميكانيكية؛ حيث استطاعت المركبة أن تتحرك بسرعة 108 مترٍ في الساعة؛ مما يُلبّي متطلبات التنقل لمهمات استكشاف القمر.
أظهرت التجارب نجاح نظام التوسيد والحركة في مركبات LMIG؛ مما يُمهد الطريق لاستكشافٍ أكثر كفاءةً للقمر. وبمزيدٍ من التطوير والاختبار، قد نتحرّر من جميع المشكلات المُعرقلة لتقدمنا، كي تصبح رحلتنا إلى القمر كرحلاتنا بين قارات العالم.