يعتمد العلاج في المراحل المبكرة من مرض السكري من النوع الثاني على تعديل نمط الحياة، والأدوية من خلال الفم، ولكن مع تدهور وظائف البنكرياس، يصبح بدء العلاج بالأنسولين ضروريًّا للتحكُّم في نسبة الجلوكوز في الدم.
لذلك، قيَّم الباحثون في دراسة حديثة منشورة في دورية Nature Medicine جهازًا طبيًا عبارة عن حلقة مغلقة لضخ الأنسولين يتكون من ثلاثة مكونات رئيسيّة: أولًا، جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر، وهو مستشعر يقيس مستويات الجلوكوز في الدم باستمرار. ثانيًا، مضخة الأنسولين التي تقوم بإدخال الأنسولين إلى الجسم من خلال قسطرة صغيرة توضع تحت الجلد. وأخيرًا خوارزمية التحكم، وهو البرنامج الذي يقوم بضبط كمية الأنسولين تلقائيًا بناءً على قراءات الجلوكوز من جهاز المراقبة.
ويعمل هذا الجهاز على ضخ الأنسولين بانتظام وتلقائيًا دون الحاجة إلى جرعات الأنسولين اليوميّة أثناء الوجبات، أو عند ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. وفد شملت الدراسة 26 شخصًا بالغًا 7 نساء و19 رجلًا، يبلغ متوسط أعمارهم 59 عامًا. خضع المرضى إلى فترتين من العلاج، تتراوح مدة الواحدة منها 8 أسابيع: الأولى، باستخدام النظام المغلق، والثانية باستخدام العلاج التقليدي بالأنسولين، مع وجود فترة انقطاع بينهما تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وأوضحت الدراسة أن جهاز ضخ الأنسولين قد حقق نتائج كبيرة فيما يتعلق بالتحكم في مستويات الجلوكوز، كما لم يتسبب في نقص الجلوكوز في الدم، مقارنة بالعلاج التقليدي بالأنسولين. وظهر ذلك عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم ضمن النطاق الصحي أو الموصى به 3.9 إلى 10.0 مليمول/لتر. فقد تمكن المرضى من المحافظة على مستويات الجلوكوز ضمن النطاق الصحي لمدة 66.3% من الوقت باستخدام الجهاز، مقارنة بالمحافظة عليه لمدة 32.2% من الوقت فقط باستخدام العلاج التقليدي بالأنسولين؛ ولم يكن هناك فرق كبير عند انخفاض الجلوكوز في الدم أقل من 3.9 مليمول/لتر بين نوعي العلاج. كما ساعد نظام الحلقة المغلقة بالجهاز في انخفاض مستوى الهيموجلوبين السكري، وهو مؤشر التحكم في السكر على المدى الطويل، حيث تراجع من نسبة 8.7% باستخدام العلاج التقليدي إلى نسبة 7.3% باستخدام الجهاز.
تُظهر هذه النتائج أن نظام ضخ الأنسولين بالحلقة المغلقة بالكامل آمن وفعال في إدارة مستويات الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تشمل مجموعات أكبر وأكثر تنوعًا، مع فترات أطول للمتابعة، لمعرفة النتائج على المدى البعيد.