هل سبق وتساءلت عما يُوجد بالقرب من الثقوب السوداء؟ هذه الأجسام الفضائيّة العملاقة تلتهم الضوء نفسه، فلا يستطيع الهرب منها، وبالتالي يكاد يستحيل معرفة ما يحدث حولها.
لكن في بحثٍ حديث منشور بدورية Nature Astronomy، رصد الباحثون توهجات ضوئيّة عنيفة flares حول الثقب الأسود الموجود بمجرتنا درب التبانة، والمعروف باسم Sagittarius A أو الراصد A*.
وقد أشارت محاكاة الحواسيب الخارقة supercomputers أن هذه التوهجات نتجت عن ثوران المادة المُحيطة بالثقب الأسود؛ وهي القرص المُزوِّد أو القرص التراكمي accretion disk، والذي يمكن رؤيته في نطاق الأطوال الموجية للأشعة السينيّة والأشعة تحت الحمراء، وكذلك أشعة الراديو.
وللتأكد من ذلك، حاول الباحثون إجراء محاكاة ثلاثية الأبعاد للتوهجات، ولكن الأمر كان صعبًا نظرًا للمسافات الشاسعة بيننا وبين الثقوب السوداء، فضلًا عن العوامل الأخرى، مثل: تغير درجة السطوع. لكن مع استخدام تقنية تصوير جديدة تُشبه الأشعة المقطعية CT scans، وهي تقنية التصوير المقطعي الاستقطابي المداري، تمكن الباحثون من إجراء المحاكاة لتوهجٍ مُشابه كان قد التقطه مرصد أتاكاما المليمتري الكبير ALMA في تشيلي في أبريل 2017.
وعلى ذلك، رجّح الباحثون أن التوهجات المُلاحَظة حول ثقب الراصد A* الأسود قد نتجت عن منطقتين مُحددتين بالقرص التراكمي؛ وأغلب الظن أنهما تواجهان الأرض، وتدوران بسرعات كبيرة للغاية في اتجاه عقارب الساعة.
تُعزز هذه النتيجة من فهمنا لطبيعة الثقوب السوداء العنيفة، وهو ما قد يساعدنا مستقبلًا في كشف المزيد من أسرارها.