منذ ما يقرب من قرن، يقاوم الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ورغم ذلك، تُبرر إسرائيل جرائمها في حق الشعب الفلسطيني على أنها ردة فعل لأعمال العنف الاستفزازية.
لذا حاول الباحثون فهم أسباب استمرارية التصعيد بين جانبي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باستخدام النماذج الرياضية الاقتصادية التي تساعد على فهم الفعل ورد الفعل، وذلك في دراسة منشورة في دورية PNAS، والتي ركّزت على فهم العلاقة الارتباطية بين عدد القتلى على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية في عام 2001، وحتى اتفاقية وقف إطلاق النار في 2008 مع أخذ عدد صواريخ القسام التي أُطلقت على إسرائيل كمقياس للتصعيد.
وقد أشارت نتائج الدراسة إلى زيادة عدد صواريخ القسام التي أُطلقت على إسرائيل بعد قتل الاحتلال الإسرائيلي لأعدادٍ من الفلسطينيين. كما تبين أن 10٪ من الهجمات الفلسطينية على إسرائيل كانت تُمثّل ردة فعل للهجمات الاسرائيلية، مقارنة ب 4٪ على الجانب الآخر، أي أن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين دون سبب معروف بمعدل ضعفين أو أكثر.
وبذلك توضح الدراسة أن بعضًا من هجمات الفلسطينيين على إسرائيل تحدث كرد فعل لعنف اسرائيلي مسبق، وذلك على عكس ما يعتقده العديد من الإسرائيليين. كما يحدث العنف الإسرائيلي غير المبرر بمعدل ضعفين أو أكثر مقارنة بالجانب الفلسطيني. وبذلك تبين الدراسة دور العنف الإسرائيلي في تعقيد تحقيق السلام، وذلك دون الأخذ في الاعتبار بعض العوامل الأخرى للاستفزاز، مثل: عمليات الاستيطان، والقوة العسكرية، والظلم، والتضييق المجحف بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لتُمارس إسرائيل دور المعتدِي وليس المعتدَى عليه.