ترجمة: كاميليا محمد؛ الفائزة بالمركز الثاني بمسابقة ساف للكتابة العلمية لعام 2023
وفقًا لدراسة منشورة في مجلة PLOS ONE، فهناك ارتباط بين طول التيلومير والخرف. والتيلومير هو القطعة الطرفيّة أو الغطاء الواقي على أطراف الكروموسومات، والذي يعمل على حماية الكروموسوم من التقصير مع كل انقسام للخلية. ولكن كل مرة تنقسم فيها الخلية تفقد التليوميرات شيئًا من طولها. كما يرتبط تقلُّص طول التيلومير بالشيخوخة، والإجهاد، والاضطرابات العصبية والنفسية المختلفة، والتي تتزايد مع تقدم السن.
وفي الدراسة المذكورة، حاول الباحثون فهم ارتباط طول التيلومير بتركيب ووظيفة الدماغ، وذلك بفحص تيلوميرات خلايا الدم البيضاء لأكثر من 31 ألف شخص مُسجّلين بالبنك الحيوي في المملكة المتحدة UK Biobank -قاعدة بيانات حيوية ووراثية ضخمة- ومقارنتها بنتائج تصوير الرنين المغناطيسي MRI للدماغ.
وكشف التحليل أن حاملي التيلوميرات الأطول يميلون إلى التمتع بصحة دماغية أفضل، كما أن حجم المادة الرمادية ومنطقة الحصين بأدمغتهم أكبر، وذلك على النقيض من مرضى الخرف الذين يعانون من تقلص كلٍ من المادة الرمادية والحصين.
كما ارتبطت التيلوميرات الأطول بقشرة دماغية أكثر سمكًا، مما يشير لقدرات دماغية أفضل، وذلك مع عدم وجود ارتباط بين طول التيلومير وبين السكتة الدماغية، ومرض باركنسون. كما تشير الدراسة إلى أن الشيخوخة المتسارعة في الدماغ، التي يُستدّل عليها من طول التيلومير، يُمكن أن تمثّل مسارًا بيولوجيًا لأمراض التنكس العصبي الأخرى.
وعلى الرغم من المجهودات الضخمة التي وُظِّفت في هذه الدراسة، فإن بها قصورًا واضحًا يتمثل في أن البنك الحيوي البريطاني قد يكون منحازًا إلى للأشخاص الأكثر صحة وعافية، فضلًا عن فحص تيلوميرات خلايا الدم البيضاء دون غيرها. ولكن بشكلٍ عام، تُقدم الدراسة إضافةً قد تُساعدنا في التنبؤ بالاضطرابات العصبية، من خلال استخدام خلايا يسهل الوصول إليها، مثل: خلايا الدم.