ترجمة: د. رضا محمد طه؛ الفائز بالمركز الإول بمسابقة ساف للكتابة العلمية لعام 2023
منذ خمسينيات القرن الماضي، أدخلت مادة البفاس PFAS -وهي مادةٌ كيميائية تتكون من سلسلة من ذرات الكربون والفلور- في مُعظم الأدوات التي نستخدمها بدايةً من الملابس ومستحضرات التجميل، وصولاً إلى أواني الطهي، والهواتف المحمولة؛ وذلك لمميزاتها العديدة، مثل: مقاومتها للبقع والحرائق. ولأن الرابطة الكيميائية بين الكربون والفلور تُعد واحدة من أقوى الروابط على الإطلاق، فإن مواد البفاس تبقى لآلاف السنين دون أن تتحلل.
يرى العلماء أن مادة البفاس تُستَخدم بنسبٍ ملوّثة للبيئة، ومُهددة لصحة الإنسان؛ حيث نتعرّض لها يوميًّا عن طريق استنشاق الهواء الملوث، أو تناول الأطعمة المزروعة في تُربة ملوثة، فضلًا عن الاستخدام الزائد لأدوات مكافحة الحرائق؛ إذ تحتوي رغوتها على نسب عالية من هذه المادة.
جديرٌ بالذكر أن الكائنات الحية تمتص مادة البفاس المتراكمة بسهولة، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل: سرطان الثدي، والمبيض، والجلد، والرحم، والقولون، وغيرهم. كذلك توجد علاقة بين نِسب البفاس المرتفعة وبعض المشاكل الصحية الأخرى، مثل: السمنة، وانخفاض قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى.
ولتجنب مخاطر مادة البفاس، وغيرها من المواد المُسرطنة، ينصح العلماء باستخدام مادة الكربون المُنشط الحبيبي (فحمٌ مصنوعٌ بطريقة معينة) ومُرشّحات التناضح العكسي لتنقية مياه الشُرب، إضافة إلى تجنُّب استخدام مستحضرات التجميل التي تحتوي على هذه المادة.