منذ ما يقرب من 40 عامًا، تتبع مجموعة من الباحثون عائلة يُصاب أفرادها بمرض الزهايمر في عمر الأربعين. يحمل العديد من أفراد الأسرة البالغ عددهم 6000 تقريبًا حتى الآن متغيرًا جينيًا يسمى طفرة بيزا PSEN1-E280A التي تؤدي إلى الخرف المبكر. ولكن مؤخرًا اكتشفوا أن أحد أفراد الأسرة يحمل طفرة جينية أخرى تحميه من الخرف حتى سن 67.
حاول الباحثون فهم آليات الطفرة الجينية، فوجدوا أن الرجل لديه طفرة نادرة في بروتين ريلين RELN، والذي يرتبط مع اضطرابات الدماغ كالفصام، والتوحد. لذا درس الباحثون فئران تحمل الطفرة نفسها وراثيًا لدراسة دور ريلين في مرض الزهايمر.
وقد وجدوا -في الفئران- أن الشكل المتحور من الريلين تسبّب في تعديل بروتين تاو كيميائيًا، مما حدّ من قدرته على التجمع في الخلايا العصبية في منطقتي الحصين hippocampus والمخيخ cerebellum، وذلك رغم زيادة تكتلات الأميلويد في مناطق من مخ المريض. وهذه التكتلات سمة مميزة لمرضى الزهايمر، وعادة ما ارتبطت بسوء أعراضه.
في عام 2019 تعرّف الباحثون أنفسهم على امرأة مصابة بطفرة في بروتين APOE2 والتي يُعتقد أنها سبب مهم لتأخر الخرف لديها، رغم احتواء مخها على مستويات عالية من تكتلات الأميلويد. وتشير النتائج الأولية إلى إختلاف آلية حماية طفرة بروتين RELN و APOE2 لحامليها من أعراض الزهايمر المبكر.
وأخيرًا، أكد الباحثون على أهمية ارتباط الطفرات الجينية بالحماية من أعراض الزهايمر، رغم ارتفاع تكتلات الأميلويد بمخ المريض. لكننا ما نزال في حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الآلية التي من خلالها يحمي بروتين RELN و APOE2 من التدهور العقلي، وما إذا كان استهداف هذه البروتينات دوائيًّا قد يساعد الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الذين ليس لديهم طفرة بيزا.