اكتشف فريق بحثي مصري أحد أقدم أنواع الحيتان على كوكب الأرض؛ والذي يُعتقد بوجوده منذ حوالي 41 مليون عامًا. وقد أطلق الباحثون اسم "توتسيتوس رياننسيس" على هذا النوع من الحيتان تيمُّنًا بالملك توت عنخ آمون. وهو من أصغر الحيتان بوزن 187 كيلوجرامًا تقريبًا وبطول 2.5 متر، أي أن وزنه لا يتجاوز 0.14% من وزن الحوت الأزرق، و12.5% فقط من طوله.
وفقًا للفريق البحثي، فأصل الحوت المُكتَشف يعود إلى عائلة حيتان "الباسيلوصوريات" وأما عن الاسم الثاني من الحوت -رياننسيس- فهو نسبة إلى متكون وادي الريّان الجيولوجي بمنخفض الفيوم بمكان اكتشاف الهيكل.
صرح الدكتور هشام سلَّام، وهو أشهر المساهمين في اكتشاف الحوت ومؤسس مركز المنصورة للحفريات الفقارية MUVP، أن الاكتشاف قد بدأ عند عثورهم على سِنَّ واحد في حجر جيري يعود إلى عصر الإيوسين الذي استمر قبل 33.9 إلى 55.8 مليون عام.
وبحسب الباحثين، فإن تحليل المينا الناعمة لأسنان الحوت تدل على أنه كان يتغذى على الأحبار الصغيرة، وربما القشريات. وأشار عبد الله جوهر -أبرز الباحثين بمركز المنصورة للحفريات الفقارية والمشارك في الدراسة- إلى أن هذا النظام الغذائي يُشبه النظام الغذائي للدلافين الحديثة.
كما استدل الفريق البحثي من دراسة أسنان الحوت وعظامه إلى أنه توفي بمرحلة البلوغ الكامل تقريبًا، إضافة إلى التطور السريع لأسنانه وحجمه الصغيرً؛ مما يدل على تمتعه بحياة قصيرة وسريعة، مقارنةً بالحيتان التي عاشت في ذلك العصر.
الجدير بالذكر أن للفريق البحثي القائم على الدراسة، والمُكوّن من هشام سلّام، وعبد الله جوهر، ومحمد سامي، إسهاماتٍ واضحة في علم الحفريات. وبشكل عام يُسهم علماء الآثار المصريون في اكتشاف أنواع جديدة من حفريات الحيتان باستمرار؛ ففي شهر أغسطس عام 2021، اكتشف الباحثون نوعًا جديدًا من الحيتان البرمائية الذي وصفوه بأنه "الحوت الأقدم والأكثر ضراوة في إفريقيا"، حيث يعود تاريخه إلى 43 مليون عام، ويُعرف باسم "فيوميسيتوس أنوبيس".