في عصرنا الحديث، تُكتب العقود بين الناس على هيئة وثائق قانونية. وعلى الرغم من انتشار الوثائق القانونية وأهميتها، فمن الصعب على عامة الناس فهمها، بينما يُطلب منهم الامتثال لها. مما يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا يكتب المحامون الوثائق القانونية بصيغة معقدة؟
في دراسة منشورة في دورية PNAS، حاول الباحثون اكتشاف السبب وراء أسلوب الكتابة المعقد الذي يتبعه المحامون عند صياغة العقود. وقد أشار البعض أن المحامين يفضلون الكتابة بأسلوب معقد لتبدو مميزة، أو لتبرير رسوم باهظة للعملاء. وأفاد آخرون بأن المحامين لا يدركون أنهم يكتبون بطريقة معقدة بسبب سهولة فهمهم للقوانين والوثائق الرسمية.
ولكن بعد عرض بعض الوثائق القانونية المكتوبة بأسلوب بسيط على بعض المحامين، أشاروا إلى كتابتها بصيغة مقبولة ومفهومة للعملاء، مما يشير إلى عدم تعارض أسلوب الكتابة البسيط مع الصيغة الرسمية في الوثائق القانونية.
ونسب الباحثون ظاهرة استخدام اللغة القانونية المعقدة عند صياغة الوثائق الجديدة إلى أسلوب النسخ واللصق من النماذج السابقة ذات الأسلوب المعقد، وذلك لأن إنتاج الوثائق بهذا الشكل أسهل وأرخص من صياغة وثيقة قانونية من الصفر. كما قد يكون التمسك بصيغة الكتابة المعقدة ناتجًا عن تدريب المحامين على أهمية الصياغة والتعقيد اللغوي، مما قد يؤدي إلى الالتزام بالقوالب القانونية المعقدة.
تكشف هذه الدراسة عن أهمية تبسيط اللغة الموجهة للعامة في مجالات الحياة المختلفة، والوثائق القانونية خصوصًا، ليتناسب ذلك مع تطورات العصر الحديث.