مع تسارع وتيرة التغيرات المناخيّة التي تشهدها كافة بقاع الأرض، نظل نتسائل حول العواقب المستقبلية المحتملة لهذه التغيرات، وكيفية السيطرة عليها. لذا تهتم العديد من المؤسسات بأبحاث التغير المناخي، ومنها: الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، التي تنشر باستمرار عددًا من التقارير الدورية لإلقاء الضوء على التغيرات المناخية الحالية، ومن ثم تقديم السيناريوهات المحتملة.
وعلى رأس مؤشرات التغير المناخي، يأتي مستوى انخفاض الجليد في القطب الشمالي، والذي يصل ذروته كل عام في شهري سبتمبر وأكتوبر. وقد نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نتائج تقريرها السادس في دورية Nature Communications، لتتوقع اختفاء الجليد من القطب الشمالي بين الأعوام 2030 – 2050 حتى لو ظلّت نسبة الانبعاث الحراري منخفضة.
اعتمدت الدراسة على البيانات الشهريّة المرصودة من المنطقة القطبية الشمالية على مدى أربعين عامًا ماضية، وذلك من ثلاثة مصادر مختلفة. ومن ثم التنبؤ بالسيناريوهات المحتملة بداية من عام 2020 وحتى عام 2100، مع أخذ التوقعات المختلفة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاعتبار، وما يتبع ذلك من نتائج تؤثر على الإنسان والأنظمة البيئية.
وبذلك تُلقي هذه الدراسة الضوء على ما ستؤول إليه التغيرات المناخية نتيجة لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، في ظل سيناريو انبعاث الحد الأدنى من الغازات.