في عام 1997، أطلقت وكالة ناسا مسبار كاسيني في رحلة استكشافية لكوكب زحل، وحلقاته، وأقماره، ليصل إلى غلاف الكوكب في عام 2004، بعد سبع سنوات من انطلاقه، مرسلًا العديد من الصور والبيانات عالية الدقة. ومن بين أقمار زحل التي أثارت اهتمام العلماء قمر "إنسيلادوس" Enceladus. تبيّن أن للقمر محيط مائي، يطفو فوقه قشرة جليدية، تنطلق منها أعمدة من بخار الماء. وقد استطاع العلماء تحليل عينات المأخوذة منها، لتحديد العناصر المكونة لها.
مع تزايد عمليات البحث عن حياة صالحة خارج كوكب الأرض، يبحث العلماء عن العناصر اللازمة للحياة، وهي عناصر CHNOPS، أي: الكربون، والهيدروجين، والنيتروجين، والأوكسجين، والفوسفور، والكبريت. وبالفعل اكتشف العلماء 5 عناصر منها في تحليل عينات ِإنسيلادوس سابقًا- باستثناء الفوسفور.
لكن في بحث جديد منشور في دورية Nature، تبيّن وجود عنصر الفوسفور متمثلًا في فوسفات الصوديوم، لتكتمل سلسلة عناصر الحياة الأساسيّة في قمر إنسيلادوس. ليس هذا فحسب، بل اكتشف العلماء وجود عنصر الفوسفور بتركيزات تفوق 100 مرة تلك المتوفرة منها على كوكب الأرض.
وبذلك تُعزز هذه الدراسة فهمنا للعناصر المألوفة عند رصدنا لكوكب زحل، وكذلك إثراء معرفتنا لاحتمالات الحياة خارج الأرض.
فهل يمكن لقمر انسيلادوس أن يكون أحد المواقع المحتملة للحياة خارج كوكب الأرض بعد اكتشاف وجود العناصر الستة المؤهلة للحياة عليه؟