لكي يتمكن الباحثون من الإجابة على هذا السؤال المحوري قاموا باستخدام تقنية "كريسبر كاس 9"، وهي تقنيةٌ حديثة نسبيًا تستخدم لإزالة أو إضافة أو تعديل جين أو عدة جينات باستخدام إنزيمات بكتيرية؛ وذلك لدراسة وظيفة الجينات المستهدفة من خلال تثبيط وظيفتها ومتابعة تأثير ذلك على الخلايا السرطانية وعلى كفاءة العلاجات الحالية.
لتحديد مدى كفاءة هذه التقنية؛ تم تعديل 2,368 جينًا في خلايا الميلانوما B16 والتي سيتم زرعها لاحقًا في فئران مُختبرية. تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين: الأولى تتكون من فئران تم تنشيط جهازها المناعي باستخدام لقاح مُختبري ضد خلايا السرطان مع مثبط لعمل البروتين PD-L1، والذي يقلل من كفاءة الجهاز المناعي في مهاجمة الخلايا السرطانية. أما المجموعة الثانية فكانت لفئران تم تثبيط جهازها المناعي.
تم زرع خلايا الميلانوما في هذه الفئران، ولوحظ بعد عدة أيام أن الورم السرطاني في فئران المجموعة الأولى كان أصغر حجمًا عنه في فئران المجموعة الثانية. هذه النتيجة أثبتت صحة ما تم إثباته سابقًا عن دور البروتين PD-L1 في تقليل كفاءة العلاج ضد السرطان، كما أثبتت أيضًا كفاءة استخدام هذه التقنية في معرفة دور الجينات في الأنواع المختلفة من السرطانات وتأثيرها على كفاءة العلاجات المستخدمة ضدها.
إيقاف عمل جين Ptpn2 عزّز من كفاءة العلاج ضد سرطان الميلانوما، وذلك من خلال تحفيز تأثير بروتين المناعة الانترفيرون، وهو بروتين يساهم في مهاجمة الخلايا الغريبة عن الجسم والمعروف كعلاج لمرض التهاب الكبد الوبائي (فيروس سي). كما لاحظ الباحثون زيادة عدد الخلايا التائية القاتلة CD8+ T المسئولة عن مهاجمة الخلايا السرطانية وقتلها.
ما يعطي هذه الدراسة ثُقلًا علميًا هو أن هذه النتائج ثَبُتَت صحتها، ليس فقط في المختبر، بل في الخلايا البشرية كذلك. مما يعطي أملًا في تحسين كفاءة العلاج المناعي للسرطان و زيادة نسب التعافي.