كشف أسرار خنجر توت عنخ آمون
١٢ يوليو٢٠٢٣

عندما اكتشف عالم المصريات الإنجليزي، هاورد كارتر، حجرة الملك توت عنخ آمون في عام  1922 م، وجد خنجرًا مصنوعًا من الحديد، يطرح أسئلة عديدة عن أصله، وعن المادة التي صُنِع منها. 

في دراسة منشورة في دورية Meteoritics & Planetary Science، حاول الباحثون الإجابة على هذه الأسئلة، فتوجّهوا إلى المتحف المصري بالقاهرة، لتحليل الخنجر كيميائيًّا، باستخدام فلورية الأشعة السينية scanning X-ray fluorescence، وهي تقنية لا تتطلب لمس أو تآكل المادة المُحلَلة، ليتوصلوا بعدها لعدة استنباطات مثيرة للاهتمام.

بحسب الدراسة، فالخنجر مصنوع من الحديد النيزكي iron meteorite وقد استدلوا على ذلك من وجود بقع سوداء على الخنجر، غنية بعنصر الكبريت الموجود بمادة الترويليت FeS، وهي مادة يشيع وجودها في الحديد النيزكي، إضافة إلى وجود أشكال فيدمين شتيتن Widmanstätten patterns. كما استنتج العلماء أن الخنجر قد صُقِلَ عند درجة حرارة منخفضة نسبيًّا.

انتقل الباحثون بعد ذلك إلى مقبض الخنجر الذهبي، ليجدوا به نسبة قليلة من عنصر الكالسيوم، مما جعلهم يرجّحون أن هذا المقبض قد صُنع من الجص الجيري Lime plaster. والمثير في الأمر أن أول استخدام موثق تاريخيًا لهذه المادة في مصر القديمة يعود إلى عصر البطالمة.

هذا الاستنتاج، مدعومًا بوجود بعض الأحجار المُزخرَفة على الخنجر، وبعض الدلائل الموجودة في رسائل تل العمارنة، قد دفع الباحثين لاستنتاج أن الخنجر كان هدية من حاكم مملكة ميتاني إلى الفراعنة، وبالتحديد إلى أمنحوتب الثالث، وهو جد توت عنخ آمون. 

الجدير بالذكر أن استنتاجات الباحثين ليست سوى اجتهادات مبنيّة على بعض الدلائل القويّة؛ وهذا يعني أنها قد تصيب أو تخطئ، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام أي اجتهادات أخرى، لكشف أسرار هذا الخنجر العتيق.

اقتراح ومراجعة علمية
هبة مجاهد
شركة ASML
تدقيق ومراجعة لغوية
أحمد صفوت
صحفي حر
د/ دعاء مجاهد
جامعة هارفارد
علا زيادة
جامعة القاهرة