تتحكم درجة حرارة البيئة المحيطة في درجات حرارة أجسام معظم الأسماك، فتُصبح غير قادرة على تثبيت درجة حرارة جسمها دافئة طوال الوقت. ويعتبر ذلك تحدي للأسماك المفترسة التي يتعين عليها المغامرة في أعماق البحار عند درجات حرارة منخفضة للعثور على الفريسة، خاصة أن انخفاض درجة الجسم يُضر بوظائف الجسم مثل: أداء القلب، والأعصاب.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Science، استخدم الباحثون أجهزة قياس مُثبّتة في أسماك القرش ذات رأس المطرقة hammerhead shark لتسجيل درجة حرارة الماء، وعمقه، إضافة إلى درجة حرارة أسماك القرش ذات رأس المطرقة. وقد اكتشفوا أن درجة حرارة أسماك القرش ذات رأس المطرقة تكون أكثر دفئًا أثناء الغوص. كما اتّضح أن أسماك القرش ذات رأس المطرقة تغوص بشكل متكرر من المياه السطحيّة الدافئة، والتي تصل درجة الحرارة بها إلى 26 درجة مئوية إلى داخل الأعماق التي تتجاوز 800 متر تحت سطح الماء مع درجات حرارة تصل إلى 5 درجات مئوية، مع الحفاظ على درجة الحرارة الدافئة للعضلات، وذلك عن طريق إغلاق خياشيمها، وحبس أنفاسها، لتمنع نقل الحرارة من الداخل إلى الخارج. ومن ثم تصطاد هذه الأسماك فرائسها في مدة قصيرة أثناء الغوص بالأعماق.
وتختلف هذه الاستراتيجية في الحفاظ على درجة حرارة الجسم أثناء الغوص بالأعماق عن الاستراتيجية التي تعتمدها أسماك التونة، حيث تسبح بسرعة عالية جدًا، مما يساعدها على تدفئة عضلاتها، وتحسين وظائف الأعصاب، ومع ذلك تتأثر بانخفاض وظائف القلب الذي يُمد بالدم البارد المتدفق من الخياشيم.
تنفرد أسماك القرش ذات رأس المطرقة بهذه الاستراتيجية في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ومع ذلك لاحظ الباحثون بعض التشابه بينها وبين غوص الثدييات البحرية، مثل: الحيتان.