يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضريّة. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ما يقرب من 70٪ بحلول عام 2050 طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة. وتتضمن الأنظمة البيولوجية المعقدة للمدن مجموعة متنوعة من الكائنات الحية غير المرئية، ومنها: الميكروبيوم microbiome، الذي له أثر لا يستهان به على صحة الإنسان. ومع ذلك، ما نزال في حاجة للفهم الدقيق لتكوين ميكروبيوم المدن، وما يعكسه على صحة الإنسان، وعلاقته بهيكل مدن اليوم؛ لتحسين تخطيط مدن المستقبل.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Enviromental Microbiome، استخدم الباحثون مجموعة من النّحل لجمع معلومات مهمة عن ميكروبيوم البيئة المحيطة له؛ حيث ينتشر النحل عادة في محيط 2 ميل من موقع الخليّة، وبالتالي قد يُظهر تحليل بقايا جسد النحل والعسل الذي ينتجه عن ميكروبيوم هذه البيئة. تم تطبيق هذه الدراسة على مجموعات النحل في مدينة نيويورك الأمريكية، وطوكيو اليابانية، وملبورن وسيدني بأسترليا، إضافة إلى فينيسيا بإيطاليا.
وقد أظهرت النتائج أن بقايا النحل هي الأغنى من ناحية تكوين الميكروبيوم، مما ساعد الباحثين على تشخيص صحة الخلية.
كما وجدوا أجزاء من الحمض النووي لبكتيريا Rickettsia felis في بقايا النحل بمدينة طوكيو، مما يشير لتعرُّض سكان المدينة إلى الحُمى المرقطة المنقولة بالبراغيث cat-flea typhus، التي تتضمن أعراضها: ارتفاع درجة الحرارة، والرعشة، مع ضعف العضلات.
وبذلك قد يُساعد تحليل ميكروبيوم النحل في الكشف عن مسببات الأمراض البشريّة. ورغم مجانية هذه الطريقة الحيوية للمراقبة البيئية، فإنها أقل دقة، مقارنةً بتقنيات العيّنات المحددة القائمة على الإنسان، أو عيّنات الهواء.