يتزايد معدل تشخيص انقطاع النَّفس الانسدادي النومي Obstructive Sleep Apnea مع تقدم العمر؛ حيث يُعاني المصاب من نوبات متكررة من انسداد مجرى الهواء العلوي، وعدم انتظام فترات النوم، ويؤدي ذلكَ إلى نقص الأكسجين في الجسم خلال النوم.
ويُمثّل المخ أكثر أعضاء الجسم استخدامًا للأكسجين وذلك لاحتياجه إلو ٢۰⁒ تقريبا من نسبة الأكسجين في الدم؛ مما دفع الباحثون لدراسة العلاقة بين انقطاع النَّفس الانسدادي النومي وبين زيادة الأمراض العصبيّة الإدراكيّة neurocognitive disorders مثل: الخرف، والزهايمر، وضعف الإدراك مع تقدم العمر.
في دراسة منشورة في دورية Sleep، حاول الباحثون تحديد مدى الارتباط بين تلقي العلاج لانقطاع النَّفس الانسدادي النومي وبين انخفاض نسبة تشخيص الأمراض العصبيّة الإدراكيّة. وقد تضمّنت الدراسة أكثر من ٥۰ ألف شخصٍ تتجاوز أعمارهم ٦٥ عامًا، يعانون من انقطاع النَّفس الانسدادي النومي قبل عام ٢٠١١، وذلك بالتعاون مع برنامج التأمين الصحي الأمريكي ميديكير Medicare.
وقد كشفت النتائج عن انخفاض نسبة تشخيص أمراض الزهايمر، والخرف غير المُسبب، وضعف الإدراك، لدى المرضى الذين تلقوا علاجًا لمرض انقطاع النَّفس الانسدادي النومي، مقارنة بمن لم يتلقوا العلاج. كما انخفضت نسبة الإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بالأمراض الأُخرى، عند الإلتزام بالعلاج.
يُسلّط هذا البحث الضوء على دور علاج انقطاع النَّفس الانسدادي النومي في الوقاية من الأمراض العصبيّة الإدراكيّة التي تتزايد مع تقدم العمر. ورغم ذلك، مازلنا في حاجة لمعرفة آلية هذا الارتباط، ومحاولة إيجاد سُبل أُخرى لتحسين مستوى الإدراك، خاصة مع تزايد نسبة كبار السن عالميًّا.