يرتبط التقدم في العمر بحدوث خلل وظيفي في الخلايا الجذعية stem cells، مما يؤدي إلى تدهور في تجديد الأنسجة وتوازنها، والذي يظهر على المستويات الخلويّة والجزيئيّة في الأنسجة المختلفة. كما يرتبط أيضًا بالتدهور التدريجي للجهاز المناعي، وزيادة التعرُّض للعدوى، وأمراض المناعة الذاتية والالتهابات المزمنة، والسرطان، واضطرابات الجهاز العصبيّ.
كشفت العديد من الأبحاث عن الفائدة الصحيّة للتمارين الرياضية التي تتمثّل في مقاومتها للتغيرات الأيضيّة والمناعيّة، الناتجة عن الأمراض المختلفة التي تظهر مع تقدم العمر، لكن ما زلنا في حاجة لفهم أدق لآلية هذه التغيرات على مستوى الخلايا، والأنسجة.
في دراسة منشورة في دورية Cell Stem Cell، حاول الباحثون معرفة تأثير ممارسة الرياضة على وظائف الخلايا الجذعيّة، وتوازن الأنسجة، في فترة الشيخوخة، حيث خضعت كلا من الفئران المُسنّة والصغيرة بالعمر إلى فرصة الجري طواعية؛ ومن ثم قارنوا نتائج هذه الفئران مع الفئران الأُخرى التي لم تتح لها فرصة الجرى. وقد استخرج الباحثون أكثر من ٤٠٠ ألف خلية مفردة من الخلايا في الأقسام الجذعية العضلية، والعصبية، والمكوّنة للدم، لتحليل التغيرات النسخيّة transcriptional changes والتواصل الخلوي بين الخلايا المُستخرجة من هذه الأنسجة المختلفة.
وقد أظهرت النتائج دور التمرينات الرياضيّة في تنظيم عدد من مسارات الالتهاب المرتبطة بتقدم العمر، إضافة إلى قدرتها على إعادة إشارات التواصل بين الخلايا الجذعية، والمناعية، داخل الأنسجة المختلفة.
وعلى الرغم من إشارة نتائج الدراسة إلى أهمية التواصل الصحيح بين الخلايا الجذعية والمناعية من أجل صحة الأنسجة وتجدُّدها، وكذلك دور الرياضة في تعزيز هذا التواصل مع تقدُّم العمر، فإننا مازلنا في حاجة إلى المزيد من الأبحاث، لتوضيح آلية ربط التغيرات الناتجة عن تمارين العضلات الهيكليّة، بالتغيرات في الأنسجة المتخصصة في مختلف أقسام الخلايا الجذعية، مما قد يساعدنا على خفض نسبة الأمراض مع تقدم العمر.