يتسبّب ذباب التسي تسي في انتشار الأمراض بين البشر، والماشية، في أفريقيا. ومن أخطر هذه الأمراض: مرض النوم، أو ما يُعرف بداء المثقبيات الأفريقي، والذي يتمثل في الطفح الجلدي، والصداع الشديد، والارتباك العقلي. ورغم خطورة المرض، ووجود علاج له، ومرور عشرات السنين على دراسته، فإنه ما يزال يُمثّل مشكلة كبيرة، خاصة بجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Science، تمكّنت الباحثة المصرية شيماء عبد السلام إبراهيم من جامعة ييل Yale University مع فريق يتضمن الباحث المصري هاني دويك، من اكتشاف نوع من الفيرمونات - وهي مواد كميائية تُفرزها الحشرات من أجل التواصل أو التزاوج - تُسمى ميثيل بالميتولييت methyl palmitoleate تفرزه إناث ذبابة التسي تسي لتساعدها على جذب الذكور من أجل التزاوج. كما توجد مُستشعرات هذا المركب في قرون الاستشعار لدى الذكور فقط.
تُشير هذه النتائج إلى دور الفيرمونات المحوريّ في تكاثر ذبابة التسي تسي؛ مما يطرح تساؤلًا عن إمكانية استغلال مثل هذه المركبات لجذب ذباب التسي تسي في مصائد للسيطرة على انتشاره في أفريقيا، وبالتالي الحد من مرض النوم.