أصبحت دراسة التغيرات السلوكيّة المرتبطة بالشهر الكريم موضع اهتمام علماء الاجتماع حول العالم؛ حيث أشارت العديد من الدراسات إلى التأثيرات الاجتماعية المرتبطة بالطقوس الرمضانيّة كالصيام، وضبط النفس، وغيرها.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Nature human behavior، هدف الباحثون إلى قياس مدى تأثير طقوس الصيام الرمضانيّة على قرارات الأحكام الجنائيّة في باكستان والهند، وذلك بتحليل نصف قرن من البيانات اليوميّة، لما يقرب من نصف مليون قضية، والتي يصل عدد القضاة فيها إلى ١٠.٠٠٠ قاضٍ في باكستان والهند.
أفادت الدراسة بأن صيام رمضان عمومًا، وزيادة عدد ساعات الصيام خصوصًا، يزيد من معدلات تبرئة المتهمين في قضايا الإجرام، التي يتولاها القضاة المسلمون، كما يُخفّض من معدلات الاستئناف والنقض، وذلك على النقيض من الشهور الأخرى، ومقارنة بزملائهم غير المسلمين. وبالطبع لا يؤدي ذلك إلى زيادة نسبة الإجرام، أو التحيز ضد غير المسلمين.
وتشير النتائج إلى أن طقوس الصيام الرمضانية تُشكّل فارقًا في اتخاذ القرارات، لتكون أكثر تساهلًا. ورغم ذلك، يصعب تعميم نتائج هذا البحث على المناطق الأُخرى من العالم، لاختلاف العادات الاجتماعية المرتبطة بالشهر الكريم.