كشفت العديد من أبحاث علم الوراثة الدوائيّة وعلم الصيدلة الجينيّة عن الآليات الأساسية لاستقلاب الأدوية في خلايا الكبد، والأمعاء، وغيرها من خلايا الجسم. كما أوضحت أهمية ناقلات الأدوية بالجسم في امتصاص الأدوية وتوزيعها، بينما يعتقد البعض أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورًا في اختلاف فعالية هذه الأدوية بين الأفراد.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Nature Microbiology، تضمّنت 22 مريضًا فقط، برهن الباحثون أن بكتيريا الأمعاء تُسهم في استقلاب الأدوية المضادة للسرطان، مما يؤثر على معدل دخول الدواء إلى الدورة الدموية، ووصوله لموقع التأثير. كما كشفوا عن احتواء بنية ميكروبيوم الأمعاء في 77٪ من مصابي سرطان القولون المستقيم على نسبة عالية من البكتيريا التي تستقلب مادة 5FU المضادة للسرطان، مما يزيد من خطر إصابة هؤلاء المرضى بالسرطان، رغم تلقيهم العلاج.
وتقدّم هذه الدراسة رؤى جديدة حول آلية الاستقلاب البكتيريّ للأدوية المضادة للسرطان والإنزيمات المُشاركة في العملية الحيويّة المعينة. كما تؤكد على أهمية فهم دور بكتيريا الأمعاء في تحوّلات الأدوية لتحديد الجرعات الصحيحة لكل مريض.