تختلف درجة الرضا عن الحياة من فرد إلى آخر تبعًا للعديد من الظروف والتحديات الحياتيّة، مما ينعكس على مستوى الصحة الجسديّة والنفسيّة. وقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى ارتباط الرضا عن الحياة بانخفاض معدل الوفيات، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات النوم، والإرهاق. هذا بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الإيجابية المُلازمة لزيادة درجة رضا الفرد عن حياته.
في دراسة حديثة منشورة في دوريّة Frontiers in Psychology. حاول الباحثون فحص العلاقة بين النشاط البدني الرياضي الكافي، ووقت الشاشة المحدود، والرضا عن الحياة لدى عينة من البالغين. وقد توصلت النتائج إلى أن المشاركة الكافية الأنشطة البدنية الرياضية مع الحد من الوقت أمام الشاشات يرتبط بزيادة درجة رضا الفرد عن حياته؛ فممارسة الأنشطة الرياضيّة تحسّن مستوى الصحة البدنية، وتخفّض من القلق، وتزيد من تقدير الذات مما يُعزّز رضا الفرد عن حياته. كذلك ارتبط النشاط الرياضي غير الكافي، وزيادة الوقت أمام الشاشات الإلكترونيّة بانخفاض مستوى الصحة النفسيّة والرضا عن الحياة.
تُلقي هذه النتائج الضوء على أهميَة تحديد الوقت أمام الشاشات والانتظام بممارسة الأنشطة الرياضية، لتحسين مستوى الصحة النفسيّة، ودرجة رضا الفرد عن حياته. ذلك بينما تُقدّر الدراسات بأن حوالي ثلث البالغين حول العالم لا يمارسون ما يكفي من أنشطة رياضيّة للحفاظ على حياتهم، كما يقضي الكثيرون ساعات طوال أمام الشاشات الإلكترونيّة.