أدّت أنماط الحياة الحديثة إلى تزايد فترات الجلوس الطويلة مع انخفاض النشاط الحركيّ أثناء العمل المكتبيّ، أو العمل من المنزل، أو قيادة السيارات، أو استخدام وسائل النقل العام، أو قضاء الوقت أمام الشاشات.
وقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى الخطورة الصحيّة الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة دون أي نشاط عضليّ؛ حيث يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المزمنة، وتصلُّب العضلات، وآلام العظام.
في دراسة حديثة منشورة في دوريّة Frontiers in Sports and Active Living ركّز الباحثون على تأثير الانقباضات المنتظمة للعضلات على تصلُّب العضلات، في تجربة للجلوس لمدة 4.5 ساعة، وذلك بتطبيق التحفيز الكهربائيّ العصبيّ العضليّ في المنطقة القطنية من الظهر، لإحداث انقباضات عضليّة مُنتظمة. وقد أظهرت النتائج أن فترات الجلوس الطويلة دون الانقباضات العضليّة المنتظمة تزيد بشكل كبير من تصلُّب عضلات الظهر. كذلك يُمكن لانقباضات العضلات المُنتظمة أن تمنع آثار تصلُّب عضلات الظهر.
تُسلّط نتائج هذه الدراسة الضوء على أهمية النشاط المنتظم للعضلات على مدار اليوم. كما توضح خطورة فترات الجلوس الطويلة على الكرسيّ، والتي تزيد من فرص التعرُّض للحالات المرضيّة الشائعة، مثل: آلام أسفل الظهر، وما يرافقها من عبء اقتصاديّ، واجتماعيّ.