يزيد التهاب الأمعاء من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مما يُمثّل عبئًا صحيًّا مدى الحياة على ملايين المرضى في جميع أنحاء العالم. ولعلاج مرض التهاب الأمعاء، يستخدم المرضى عادة تركيبات الأدوية الفمويّة؛ لسهولة تناولها، ووصولها للقولون. لذلك فمن الضروري تقليل شدة الآثار الجانبيّة للأدوية الفمويّة بتقليل الجرعات المُتكررة؛ حتى يتمكّن المرضى من الالتزام بالجرعات الدوائيّة مدى الحياة.

في دراسة حديثة منشورة في دورية nature communications، تمكّن الباحثون من ابتكار مادة حاملة للمواد، وقابلة الذوبان في الماء، ليتناولها المريض عن طريق الفم، ثم تظل عالقة لفترة طويلة في الجهاز الهضمي. وتتكون هذه المادة من مركبٍ سائلٍ لاصقٍ حيويٍّ، والذي يعتمد على تجميع الجسيمات النانويّة بترابط الهيدروجين؛ بحيث يُشكّل طلاءً لاصقًا على مساحةٍ كبيرةٍ من سطح القناة المعويّة، مما يسمح بإفراز المركبات الدوائيّة به لأكثر من يومين.

برهنت هذه الدراسة على أن استخدام هذه التقنيّة في توصيل مركبٍ لعلاج التهاب القولون، يؤدي إلى التخفيف من أعراض المرض في الفئران، ويعيد تنوع ميكروبيوتا الأمعاء، وذلك بالمقارنة بتناول نفس كميّة الدواء في محلول مائي كالمعتاد.

تُشير هذه النتائج الأوليّة إلى أن هذه المادة المُصنّعة قد تُساعد في علاج أمراض الأمعاء الأُخرى، بعد إثبات أمانها على البشر.