في أواخر عام ٢٠١٩ أعلنت مدينة وهان الصينية عن ظهور حالات عدة تعاني من الالتهاب الرئوي الحاد الغير معروف اسبابه. انتشرت هذه الجائحة بمعدلات متسارعة لتتجاوز حدود الصين مُسجلةً إصاباتٍ عديدة في حوالي ٢٠٣ دولة. نجح العلماء في تحديد فيروس سارس كوف-٢ كمسبب رئيسي لهذا المرض والذي عُرف بإسم كوفيد-١٩. أشارت الدراسات الأولية أن غالبية المرضى أظهروا أعراضاً متوسطة الحدة إلا أن ٢٠% من المرضى عانوا من إعياءٍ شديد. ينتمي هذا الفيروس (سارس كوف-٢) الى عائلة الفيروسات التاجية (فيروسات الكورونا) والتي سُميت بهذا الاسم نتيجةً للشكل التاجي الذي تظهره البروتينات السكرية على سطحها. لفيروسات كورونا القدرة على اصابة الانسان مسببةً بذلك أمراضاً تتراوح حدتها من نزلة البرد إلى الالتهاب الرئوي. يتكون الجينوم الخاص بهذه الفيروسات من شريطٍ وحيدٍ من الحمض الريبوزي RNA والذي يحوي شفرات للعديد من البروتينات من ضمنها البروتين الشكوى والذي يُسهل عملية الالتصاق بالخلية المصابة.
يتم حالياً اختبار بعض خيارات العلاج من أجل المساعدة في تخفيف أعراض المصابين و تشمل هذه الخيارات عقار الريمديسفير Remdesivir الذي تم اختباره مسبقاً لعلاج فيروس الإيبولا في البشر دون أي نجاحٍ يُذكر.غير أنه أظهر نجاحا ضد الفيروسات التاجية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسارس كوف-٢ في النماذج الحيوانية. بالإضافة إلى ذلك، يتم اختبار الأجسام المضادة لـ ACE2 (و هو المستقبل الذي يعتمد عليه الفيروس للدخول الى الخلايا) لتحييد الفيروس ومنع تلف الرئة. كما تستكشف التجارب السريرية في الصين فاعلية استخدام المصل المعزول من المرضى المتعافين كخيارٍ علاجي. بينما يظل تطوير لقاحٍ وقائي هو الهدف الأمثل للسيطرة على انتشار العدوى في جميعِ أنحاء العالم.
يتمُ التحقيق في استراتيجيات مختلفة من أجل تطوير لقاح ضد فيروس كورونا. يمكن تقسيمها على نطاق واسع إلى فئتين: أولا، اللقاحات التي تولد مناعة بشكل خاص ضد البروتين الشوكي وثانيا، اللقاحات التي تستخدم فيروساً كاملاً مُضعف أو معطل تماماً. في الفئة الأولى ، تتم دراسة تقنيات مختلفة بما في ذلك لقاحات الحمض النووي أو الحمض الريبوزي حيث يتم حقن الأحماض النووية في المرضى مما يؤدي إلى بدء تخليق البروتين الشوكي داخل خلاياهم و يحفز بالتالي جهاز المناعة علي تطوير أجسام مضادة ضد هذا البروتين الشوكي. تأتى لقاحات البروتينات المعاد تركيبها كتقنية أخرى تعتمد على استخدام الخلايا لتصنيع هذه البروتينات في المختبر والتي تستخدم مباشرة للتطعيم. كل هذه التقنيات لها مزايا وعيوب، ولا يمكن التنبؤ بالإستراتيجية الأسرع تنفيذاً و الأكتر نجاحاً.
حيث أنه لا يوجد لقاح ضد أي من عائلة فيروسات كورونا، لذا فتطوير لقاحٍ ضد فيروس سارس كوف-٢ قد يتطلب الكثيرَ من الوقت ولعل هذا يرجع الى سببين مهمين. أولاً، لابد أن يوفرُ اللقاحَ الحمايةَ ضد الاصابة بالفيروس وهذا يتم اختباره على حيوانات التجارب والتي مازال البحثُ عن نموذجٍ منها يحاكي الاصابةَ البشريةَ قائماً. ثانياً، من الضروري أن يتجاوز اللقاحُ اختبارات السميةِ التي تتم أيضاً على الحيوانات كالأرانب. كما أنه ضروري جدا أن تطابق معايير الممارسة المعملية الجيدة. هذه الاختبارات قد تستغرق ما بين ثلاثةِ الى ستة أشهر. فإذا كان من الممكن تسريعُ هذه الخطوات، تبقى عقبةٌ اخرى مهمة ألا وهي عملية توزيع وإعطاء اللقاح. تشير الآراءُ إلى أنه من المحتمل أن يتم التلقيحُ على جرعتين ولذلك لغيابِ المناعة المسبقة ضد هذا الفيروس. هاتان الجرعتان لابدَ من الفصلِ بينهما بفترةٍ لا تقل عن ثلاثة الى اربعةِ أسابيع ومن المتوقع توليدُ مناعةٍ وقائيةٍ بعد أسبوعين من الجرعة الثانية. لذا عملياً يحتاجُ تطويرُ لقاحٍ آمنٍ وفعال ثمانية عشر شهرا على أقصى تقدير.