يُعد مرض الزهايمر من أكثر الأمراض التنكسيّة العصبيّة انتشارًا، ويُعرف بالتدهور التدريجي للصحة على مدار عدة سنوات. وعادة ما تظهر بعض الأعراض بعد فترة طويلة من بداية التغيرات المرضيّة في الدماغ.
وتعتبر عملية تراكم البروتين، وانتشاره في جميع أجزاء الدماغ من الأسباب الرئيسية لتطور مرض الزهايمر. إذ يتراكم البروتين tau على مرحلتين؛ الأولى، وهي المرحلة البطيئة، وفيها تتكون النواة أو ما يسمى seed، والتي تتكون من عدد صغير من البروتينات. ثم المرحلة الثانية، حين تُصبح النواة منصة لتراكم عدد أكبر من البروتينات. ومع ذلك، فإن معدل حدوث هذه العمليات وتكرارها ما يزال غير معروف حتى الآن.
حديثًا، في دراسة منشورة في دورية Science Advances، استطاع الباحثون تحديد معدل تكرار تراكم نواة بروتين tau في أدمغة الإنسان، من خلال الجمع بين النشاطات الكيميائية، وقياسات نواة بروتين tau في كل أجزاء الدماغ.
وقد حصل الباحثون على مُعدلات مماثلة في العديد من مجموعات البيانات المُتباينة، مع خمس طُرق مختلفة لتحديد كمية بروتين tau، مثل: فحوصات تضخيم النواة في الحالات المتوفاة، ودراسات PET في الحالات الحية. وتُعرف PET بأنها تقنية تصوير وظيفية تستخدم المواد المُشعّة لتصوير وقياس التغيّرات في كثير من العمليات الكيميائيّة والفسيولوجيّة في الجسم.
كما استطاع الباحثون تحديد المرحلة التي تبدأ فيها البروتينات بالانتشار في جميع أجزاء الدماغ. وتُعد هذه المرحلة هي العملية الرئيسيّة التي تتحكم في المعدل الإجمالي لتراكم بروتين tau في المناطق القشريّة الجديدة. كما أشاروا إلى أن عدد نواة بروتين tau يتضاعف كل خمس سنوات تقريبًا. ولذلك يعتقد البعض أن الحد من تكرار التراكمات البروتينيّة يُشكّل استراتيجيّة واعدة للسيطرة على تطور مرض الزهايمر.