يتعرّض الجينوم للتلف جراء العديد من الأسباب كالإجهاد التأكسديّ الذي ينتُج عن العمليات الخلويّة الطبيعيَة المسئولة عن تجديد الطاقة داخل كل خليّة. وقد يؤدي الإجهاد التأكسديّ المُستمر إلى تكسير سلاسل الحمض النوويّ، مما يُسبّب صعوبة إصلاح المادة الوراثيّة، وبالتالي يؤدي إلى التحول السرطانيّ للخلايا في بعض الأحيان، أو إحداث خلل في وظائف الخلايا غير القادرة على التكاثر، كالخلايا العصبيّة.
في دراسة حديثة منشورة في دوريّة Nature، حدّد الباحثون بروتين NuMA كأحد البروتينات التي تلعب دورًا رئيسيًّا في إصلاح الكسور في الحمض النوويّ. وقد أظهرت الدراسة أن بروتين NuMA يُساعد في حماية المناطق الجينيّة التي كان يُعتقد سابقًا أنها غير ضروريّة، بينما تُسهم هذه المناطق الجينيّة في ضبط عمليّة تحويل المعلومات الموجودة في الحمض النووي إلى mRNA ثم إلى البروتينات التي تقوم بوظائف الخليّة الحيويّة.
كما وجد الباحثون أن بروتين NuMA يحمي سلسلة الحمض النوويّ في الخلايا العصبيّة من التكسير. كذلك يتم التعبير عن بروتين NuMA بمستويات عاليّة جدًا في المخيخ الذي يتعرّض كثيرًا للإجهاد التأكسديّ.
وتُمهِّد هذه الدراسة الطريق لفهم عواقب آليّة الإصلاح في الاضطرابات التنكسيّة العصبيّة، والتي يُمكن استخدامها لتحديد المؤشرات الحيويّة للتشخيص، وتطوير خيارات علاجيّة جديدة.