ترتبط الاختلافات في مستوى التعليم ارتباطًا وثيقًا بالتفاوتات الصحيّة بين الأفراد؛ فالبالغون الحاصلون على التعليم العالي غالبًا ما يعيشون حياة أطول وأكثر صحةً من أقرانهم ذوي التعليم الأقل، كما يرتبط انخفاض مستوى التعليم بزيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية والخرف مع تقدم السن. وتعود هذه الاختلافات لعدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتداخلة والتي يصعب تحديدها بدقة. ومن الأسئلة التي تطرح دائمًا: هل توجد تغيّرات دماغيّة واضحة مرتبطة بالاختلافات الذهنية بين الأفراد ذوي المستوى التعليمي المختلف؟
حاول الباحثون الإجابة على هذا السؤال في دراسة حديثة منشورة في دوريّة nature aging، حيث فحص الباحثون قياسات بنية الدماغ، ووظائفه، لدى عدد من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 86 عامًا وذلك على مدار 9 أعوام.
أظهر كبار السن الذين لم يحصلوا على شهادة جامعيّة، نمطًا من تراجع تنظيم شبكة الدماغ الوظيفيّة على نطاق واسع بينما كان أقل وضوحًا لدى أقرانهم الجامعيين. ولم يكن لذلك التغيير والتراجع في الشبكة الدماغية صلة بالعوامل الجينية المرتبطة بمرض الزهايمر. توضح هذه النتائج أن مسار تنظيم شبكة الدماغ للفرد يختلف باختلاف تحصيله التعليميّ، وهو مؤشر فريد من نوعه لصحة الدماغ والضعف الإدراكي خلال الشيخوخة.
وما زلنا بحاجة المزيد من الدراسات، لتوضيح مسار التغيّرات في شبكة الدماغ، وتحديد العوامل البيئيّة التي تؤدي إلى هذه التغيّرات؛ مما قد يساعد على اكتشاف التدخلات السريريّة التي تمنع التدهور الذهني الملحوظ لدى الأفراد ذوي المستوى التعليمي المنخفض وغيرهم في المستقبل.