على الرغم من التطور الإيجابيّ في مجال الطاقة المتجددة مؤخرًا، فإن معدلات الإنتاج والاستخدام العالميّ للنفط في ازدياد مستمر؛ مما يزيد من خطر تصريف المياه المستعملة الملوثة في عمليات التنقيب، وحوادث الانسكاب النفطي، ويؤدي إلى آثار بيئيّة سلبيّة، وفقدان للموارد القيّمة. لذلك توجد حاجة مُلحّة لتطبيق طُرق للاستخراج تتميز بالكفاءة، ومراعاة البيئة.
يجب اتباع عدد من المعايير عند تقييم الطُرق الواعدة لمعالجة المياه، ومنها: سرعة الفصل العاليّة للزيت، وكفاءة الفصل العالية، وانخفاض الآثار البيئيّة، إضافة إلى إمكانيّة الإنتاج والاستخدام المباشر، وقوة الخصائص الكيميائيّة والميكانيكيّة خلال ظروف التشغيل. وقد تم تطبيق مناهج مختلفة في هذا المجال، ومنها: فصل الجاذبية، والطرد المركزيّ، والمعالجة الحيويّة، والعمليات الكهروكيميائيّة.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Advanced Materials، تمكّن الباحثون من تصنيع غشاء أطلقوا عليه اسم SAVER ليكون فاصل للماء والزيت سهل التصنيع والتدوير، ومكوّن من بوليمر جديد مستوحى بيولوجيّا من حمض الماليك. وتنطبق على هذا الغشاء جميع المعايير الخمسة لمعالجة المياه الموضحة سابقًا في وقت واحد. وبالفعل حصلوا على أغشية فصل مقاومة كيميائيًّا وقويّة ميكانيكيًّا، من خلال شبكة مساميّة ثلاثيّة الأبعاد مع القنوات الداخليّة الدقيقة والنانويّة.
وتتناسب عمليّة تصنيع الغشاء مع الإنتاج على النطاق الصناعيّ بالمستقبل، وسوف تعمل القوة الكيميائيّة والميكانيكيّة على إطالة عمرها الافتراضيّ بشكل كبير. بالإضافة إلى سهولة التصنيع، والاستخدام، وإعادة تدوير.
فهل ينجح غشاء SAVER في إنقاذ المياه من تلوث عمليات النفط نهائيًّا مع تقليل آثار التصنيع السلبيّة على البيئة؟