تُعد الصحة الجسديّة للأطفال من أهم الركائز التي تعتمد عليها الدول لبناء المستقبل الأفضل. ومع ذلك، وجد الباحثون أن اللياقة البدنيّة للأطفال قد تراجعت إلى مستويات خطيرة من عام 1992 إلى عام 2012. وقد ترافق ذلك مع ارتفاع مُعدلات السمنة لديهم مما أحدث قلقًا عالميًّا واسع النطاق. وتُشكل هذه المؤشرات المتدهورة تهديدًا لصحة الأطفال الجسديّة. مما يستوجب الاهتمام باستكشاف العوامل الأسريّة والظروف البيئية المحيطة بالأطفال، والتي تؤثر على أنماط تغذية الأطفال، وممارستهم للأنشطة الرياضيّة، حيث يلعب الوالدان دورًا رئيسيًّا مؤثرًا على اتجاه الأطفال لممارسة الأنشطة البدنيّة، وجودة اختياراتهم الصحيّة بالحياة.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Frontiers in Psychology حاول الباحثون معرفة تأثير اتجاهات الأسرة نحو الأنشطة الرياضيّة على مشاركة الأطفال بهذه الأنشطة، ومؤشر كتلة أجسامهم، وكذلك وقت مشاهدتهم للشاشات، وذلك من خلال مشاركة 589 من الأطفال بعمر 3 إلى 6 سنوات بالصين. وقد كشفت النتائج عن وجود اختلافات كبيرة في السلوك الرياضي الأسري للأطفال، ومشاركة الاطفال بالأنشطة الرياضية، ووقت الشاشة، ومؤشر كتلة الجسم لديهم، تبعًا للهيكل الأسري المختلف، ومستويات تعليم الوالدين.
وقد ارتبط الاتجاه الرياضيّ للأسرة ارتباطًا إيجابيًّا إلى حد كبير بارتفاع مستوى تعليم الوالدين، ومشاركة الأطفال بالأنشطة الرياضية، بينما ارتبط اتجاه الأسرة نحو الأنشطة الرياضية سلبًا بوقت شاشة الأطفال، ومؤشر كتلة الجسم. كما يؤثر اتجاه الأسرة نحو الأنشطة الرياضية على الصحة البدنية للأطفال من خلال التأثير على المشاركة الرياضية للأطفال، ووقت الشاشات؛ حيث يؤدي اهمال الأسرة للأنشطة الرياضيّة إلى تدهور الصحة الجسدية للأطفال الذين يخصصون وقتًا طويلًا أمام الشاشات، ولا يمارسون الأنشطة البدنية الكافية لصحتهم، بينما يؤدي اتجاه الأسرة الإيجابي نحو الأنشطة الرياضية إلى تعزيز صحة الأطفال من خلال مشاركتهم بهذه الأنشطة، وخفض مدة الوقت المخصص للشاشات.
ومن أجل تعزيز الصحة البدنيّة للأطفال، يجب أن ننتبه إلى السلوك الرياضيّ للأسرة، الأساليب الغذائيّة المتبعة، والوقت المخصص أمام الشاشات، والاهتمام بتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الرياضيّة المختلفة.