تُشكّل الفواكه والخضروات جزءًا مهمًا من أنواع الغذاء المُستهلك، كما تُمثّل مصدر دخل حيوي للبلدان المُصدِّرة. مؤخرًا، شهدت بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تغيُّرات ملموسة في أسلوب الحياة، لتؤثر بشدة على إنتاج واستهلاك الغذاء بها.
وقد دفع الطلب المُتزايد على المحاصيل الزراعيّة إلى استخدام المزارعين لمبيدات الآفات من أجل حماية المحاصيل، وزيادة إنتاجيّتها، مما أدى إلى وجود بقايا من مبيدات الآفات بالفواكه والخضروات، والتي قد تسبب أضرارًا صحيّة للمستهلكين. لذلك من الضروري إجراء تقييم للعبء الصحيّ الذي قد ينشأ عن الإفراط في استخدام مبيدات الآفات.
ومن أجل تحديد الكمية المُستخدمة للمبيدات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، أجرى الباحثون مراجعة للمقالات المنشورة فيما يتعلق باستخدام مبيدات الآفات في الفواكه والخضراوات في المنطقة. وأشارت النتائج إلى زيادة معدل الإبلاغ عن استخدام المبيدات الحشرية بمستويات أعلى من المستويات المسموحة، وفقًا للدستور الغذائي؛ مما يشير إلى احتمالية تجاوز قيم التوجيه الصحيّ التي حدّدتها منظمتي الأغذية والزراعة، والصحة العالميّة.
علاوة على ذلك، أبلغ الباحثون مرارًا عن احتواء الفواكه والخضروات على العديد من مبيدات الآفات الكلورية العضويّة الضارة المُدرجة في اتفاقية استكهولم العالمية، التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان والبيئة من تأثيرات الملوثات العضوية الثابتة POPs.
هنا يشير العلماء إلى ضرورة الاستقصاء عن أنماط الاستهلاك الغذائيّ باختلاف بلدان العالم، من أجل التحديد الكميّ الدقيق للمخاطر التي يتعرّض لها سكان هذه البلدان. هذا إلى جانب أهمية بذل الحكومات والمنظمات الدوليّة لمزيد من الجهود، لتعزيز تثقيف المزارعين، فيما يتعلق بالممارسات الزراعية الجيدة GAP والإدارة المتكاملة لمبيدات الآفات.