انقطاع الطمث لدى المرأة هو حدث طبيعي في حياتها، عادة ما يحدث بين سن 45 إلى 55 عامًا، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض قد تؤثر على نوعية الحياة وجودتها. وتُعاني النساء خلال فترة انقطاع الطمث وما بعدها من العديد من الأعراض وكذلك الاضطرابات النفسيّة والجسديّة، ومنها: الاكتئاب، والقلق، والإجهاد، والأرق، وكذلك آلام العضلات والمفاصل، والهبات الساخنة، وجفاف المهبل، إضافة إلى التغيرات الهرمونيّة التي تُسهم في زيادة الوزن، والإصابة بالسمنة، واضطرابات التمثيل الغذائيّ المرتبطة بأمراض القلب والسكري، وغيرها.
ونظرًا لأهمية النظام الغذائي الصحيّ في التقليل من خطر الإصابة بهذه الأمراض، وخفض أعراض هذه الاضطرابات، فقد حاول الباحثون في دراسة حديثة منشورة في دورية Endocrinol معرفة مدي تأثير الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي على أعراض انقطاع الطمث لدى 100 من النساء المصابات بالسمنة. ويتميز هذا النظام الغذائيّ بمجموعة نباتيّة أساسيّة متنوعة من الأطعمة، كالخضروات، والفواكه، والبقوليات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، إضافة إلى كمية معتدلة من المأكولات البحريّة، والألبان، وانخفاض في استهلاك اللحوم الحمراء وغير البحريّة.
أشارت نتائج هذه الدراسة إلى معاناة 79% من النساء المشاركات من جودة النوم السيئة، وقد كانت جودة النوم في أسوأ مستوياتها لدى النساء ممن يعانين من شدة أعراض انقطاع الطمث. كما ارتبط الالتزام المعتدل بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائيّ بتخفيف أعراض انقطاع الطمث بعد فترة الانقطاع لدى النساء المصابات بالسمنة؛ بينما كانت أعراض انقطاع الطمث ملحوظة بصورة أكبر عند الالتزام المنخفض بالنظام الغذائيّ. وقد ارتبط تناول البقوليات بانخفاض شدة أعراض انقطاع الطمث؛ بينما ارتبط استهلاك زيت الزيتون بانخفاض الأعراض النفسيّة.
ويستوجب هذا الحدث مزيدًا من الاهتمام والرعاية من المرأة نفسها والمحيطين بها كذلك، حتى تتخطّى هذه المرحلة بسلام.