تُعاني بعض البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل من مشكلات اقتصاديّة كبيرة، تؤدي إلى زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي بين الأسر. وتؤثر تلك المُشكلات الاقتصاديّة مباشرةً على الأطفال، حيث يُعانون من سوء التغذية الحاد أو ما يُعرف بالهزال، وهو من أخطر العوامل المُسبِّبة لوفيات الأطفال دون سن الخامسة.
لذلك، حاول الباحثون في دراسة حديثة منشورة في دوريّة Nature Communications، استكشاف الآثار الغذائيّة الناتجة عن المشكلات الاقتصاديّة منذ 1990 وحتى 2018، من خلال ربط النتائج التي تم جمعها من 1.25 مليون طفلٍ عبر 52 دولةً. وتُشير الدراسة إلى أن الانخفاض السنوي للدخل الوطنيّ بنسبة 10٪ يزيد من انتشار الهزال المعتدل والوخيم بنسبة 14.4 إلى 17.8 ٪. كما أفادت بأن العقبات الاقتصاديّة قد تزيد من مخاطر عدم كفاية التنوّع الغذائيّ بين الأطفال. ويشير العلماء إلي تعرُّض 9.4 مليون طفلً إضافيًّا لخطر الهزال في مرحلة ما قبل المدرسة، في عام 2020 بسبب فيروس كورونا.
ورغم أن هذه الدراسة لم تشمل كل بلدان العالم، ولم تأخذ في الاعتبار جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا أو تداعياته، فإنها تُشير إلى وجود رابط قوي بين الحالة الاقتصاديّة وإصابة الأطفال بالهزال ونقص التغذية؛ مما يُسلّط الضوء على أهمية التفكير في الأُسر والمجتمعات عند مناقشة الظروف الاقتصاديّة.