أصبح الاستخدام المُفرط للأجهزة الرقميّة وباءً عالميّا متزايدًا؛ فعلى الرغم من أهميتها القصوى بحياتنا اليوميّة حاليًا، فإن الاعتماد المُتزايد لهذه التقنيات، كالهواتف الذكيّة، يؤدي إلى إحداث العديد من الآثار السلبيّة على الجانب النفسيّ والجسديّ للمُستخدمين. ويرتبط الإفراط في استخدام الهواتف الذكية وقت النوم بالعديد من المشكلات المُرتبطة بالنوم وجودته، والتي يمتد أثرها خلال اليوم، لتنعكس سلبًا على العديد من الوظائف المعرفيّة، كالذاكرة، والتركيز، والانتباه، الضرورية لممارسة الأنشطة اليوميّة، وأداء الأعمال والمهام الوظيفيّة.
وفي ظل ضغوط الحياة اليوميّة، واعتماد الموظفين على الهواتف الذكيّة على مدار السّاعة، حاول الباحثون في دراسة حديثة منشورة بدورية Frontiers in Psychology، فحص أثر استخدام الموظفين للهاتف الذكيّ وقت النوم على جودة نومهم، وسلوكهم المُرتبط بالعمل، ومدى ارتباط نوعية النوم السيئة بالصراعات الشخصية في مكان العمل، ومستوى أداء الأعمال بين 315 موظفٍ من قطاعيّ الأعمال الخاص والعام بباكستان.
وقد أكدت النتائج على الآثار السلبيّة لاستخدام الهاتف الذكيّ قبل النوم على أداء الأعمال للموظفين؛ حيث يُقلل استخدام الهاتف الذكيّ وقت النوم من مستوى جودة النوم، مما ينعكس على انخفاض أداء العمل، وزيادة المشاركة في الصراعات الشخصيّة بينهم، كما يُقلل من مستوى الإنتاجيّة، والتفاعل بين الموظفين.
وتُمثّل مشاركة الموظف الفعّالة بالعمل جزءًا حيويًا للموظفين الآخرين والمؤسّسة؛ حيث ينعكس أداء الفرد المليء بالراحة الجسديّة والنفسيّة على زيادة التركيز، والإنتاجية، والدوافع الإيجابيّة للنهوض بالمؤسسة التي يعمل بها. ولذا يجب توجيه المزيد من الاهتمام بالموظفين والعاملين بالقطاعات المُختلفة، والتوعية بأهمية النوم وجودته التي تنعكس مباشرة على صحتهم النفسيّة والجسديّة، وعلى المجتمع ككل.
هل تستخدمون الهواتف الذكية بشكل مُفرط خاصة وقت النوم؟ وهل تتمتّعون بنوم جيد يوميّا؟