يلعب التعرُّض الأول للبكتيريا أثناء الولادة الطبيعيّة دورًا محوريًّا في نمو الطفل، كما يؤثر على وظائف الجهاز المناعيّ لديه مدى الحياة. ويختلف ذلك كليّا لدى المولودين جرّاء العمليّات القيصريّة، مما يؤثر على مناعة الرضيع، ويُحدد مدى حساسيته تجاه سلالات بكتيريّة مختلفة. وتُشير العديد من الأدلة الأوليّة على أن الولادة القيصريّة ترتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال بمرض السمنة، والربو، والاضطرابات الهضميّة والمناعيّة.
ولذلك، بدأ العلماء في اللجوء إلى البذر المهبليّ Vaginal Seeding، وهي ممارسة غير مُثبتة حاليًا، تعتمد على استخدام ضمادة قطنية لنقل السائل المهبليّ من الأم إلى فم أو أنف الرضيع؛ لتُصبح بكتيريا الأمعاء للأطفال المولودين قيصريًّا مُشابهة للأطفال المولودين طبيعيًّا.
وفي دراسة حديثة نُشرت في دورية Medicine، استخدم الباحثون أقراص فمويّة كشكل جديد من البذور المهبليّة، على 30 مولودًا جرّاء العمليات القيصريّة، للوصول إلى نمو طبيعي لبكتيريا الأمعاء النافعة لديهم؛ حيث حصلوا على عينة من بكتيريا الأم المهبليّة قبل عملية الولادة القيصريّة، ومن ثم خلطها مع 5 مل من الماء المُعقّم للحصول على المادة الفعّالة. وذلك مع تواجد مجموعة مرجعيّة تضُم 15مولودًا عبر الولادة الطبيعيّة.
بعد تلقّي المجموعة المُستهدفة للأقراص الفمويّة، تخضع عينات براز الأطفال للتحليل، لتحديد الاختلافات المُحتملة في بنية المجتمع الميكروبيّ في الأمعاء بين الأطفال المولودين قيصريّا مقارنةً بأولئك المولودين طبيعيًّا. على الرغم من أن تلك الأقراص تعتبر محاولة جيدة من محاولات تنشيط الجهاز المناعيّ والبكتيريا النافعة لدى مواليد العمليات القيصريّة، فإنها تُشكّل خطرًا لاحتمال انتقال أنواع العدوى المهبليّة إلى الطفل.
وحتى الآن لم يُثبت ما إذا كانت هذه الممارسة آمنة أم لا، أو ما إذا كانت هذه الأقراص الفمويّة حلًا لمواليد العمليات القيصريّة.