يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا التي تصيب الأفراد من جميع الفئات العمريّة. ويشتمل مرض السكري على عدة أنواع، منها: السكري من النوع الثاني الذي يرتبط بصورة ما بالعوامل البيئيّة كتناول الطعام، وقلة النشاط البدنيّ.
وتتوقع منظمة الصحة العالميّة وصول عدد حالات مرض السكري إلى 700 مليون بحلول عام 2045 على مستوى العالم، إذا استمرت المعدلات الحاليّة للإصابة؛ مما يفرض عبئًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحيّة ونوعية حياة المرضى، ومعاناتهم للمزيد من المشاكل النفسيّة والاجتماعيّة. وهنا تظهر أهمية تقييم نوعية الحياة ومستوى الرفاهية النفسيّة التي يتمتع بها هؤلاء المرضى، للوقوف على أهم المشكلات النفسيّة، وبذلك يمكن تقديم المزيد من الدعم اللازم لتحسين حالتهم النفسيّة، مما قد يُساهم في تقليل نسبة الإصابة بالمرض ومضاعفاته.
وقد كشفت دراسة منشورة في دورية Frontiers in Psychology، عن أن مرضى السكري ومن يعانون من مرحلة ما قبل السكري، يفتقرون إلى الرفاهيّة النفسيّة، وذلك مقارنة بالأشخاص غير المصابين بمرض السكري، وذلك بالمملكة العربية السعودية. ويشير ذلك إلى تمتع الأشخاص غير المصابين بمستوى أفضل من السعادة والصحة النفسية مقارنة بالمصابين، كما كانوا أكثر قدرة على اتخاذ قرارات حياتهم ومواجهة المشكلات؛ بينما يعاني المصابين بمرض السكري ومرحلة ما قبل السكري من اضطراب بالنوم، وعدد من المشاعر السلبية، كالشعور بالقلق والاكتئاب، وعدم الشعور بالسعادة، وفقدان الثقة بالنفس، والتي من المتوقع أن تنعكس سلبًا على صحتهم الجسديّة، وتزيد من مضاعفات مرض السكري، وبالتالي تفاقم سوء حالتهم النفسيّة والجسديّة.
نظرًا لأهميّة الصحة النفسيّة لدى المصابين بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض السكري، فنحن بحاجة إلى توجيه مزيد من التوعية والرعاية لهؤلاء المرضي، والاهتمام بقياس مستوى صحتهم النفسيّة بانتظام إلى جانب الفحص الدوريّ، مما ينعكس إيجابيّا على صحتهم الجسديّة والنفسيّة، ويوفر لهم حياة أفضل.