مع تعدُّد المحاولات لإيجاد علاجات واعدة للأورام السرطانيّة، تظل الأعراض الجانبيّة للعلاج عقبةً كبيرةً، نأمل في تخطيها للحد من تأثيراتها السلبيّة على المريض، فهل يمكن إيجاد العلاج المنشود؟
حاول الباحثون قتل الخلايا السرطانيّة باستخدام تكنولوجيا تسمح بزيادة الحرارة موضعيًّا في الورم حتى 37 درجةً مئويّة، وهي الدرجة المثاليّة للتفاعلات الكيميائيّة داخل جسم الإنسان. ويُمكن التحكم في العلاج القائم على زيادة الحرارة المغناطيسيّة موضعيًّا بالورم السرطان، مع وجود آثار جانبيّة أقل من تلك المُصاحبة للعلاج الكيميائيّ والإشعاعيّ، وبالتالي يُمكن للمرضى تحمُّل جلسات العلاج المُتكررة. كما قد يُمكننا هذا العلاج من قتل خلايا الورم المُقاومة للأدوية، وهو ما يمثّل تحدّيًا أمام العلاج الكيميائيّ.
تعتمد هذه التقنيّة العلاجيّة على استخدام الجسيمات النانويّة المغناطيسيّة MNPs التي لا تؤثر على الأنسجة الحيّة؛ حيث تُحقن الجسيمات في مادة خام لتتصلب مع الوقت بالقرب من موضع الورم، ثم يُستخدم تيار كهربائيّ لتنشيط الجسيمات، مما يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة موضعيًّا.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Nano Micro Small، تمكّن الباحثون من هندسة موادٍ تسمح بارتفاع درجة الحرارة بنحو 30 درجة مئوية في خلال 180 ثانية تقريبًا، وذلك موضعيًّا في النخاع العظميّ لمجموعة من الأرانب، وذلك باستخدام تيار كهربائيّ بقوة مسموح بها إكلينيكيّا.
وبذلك قد تسمح هذه التكنولوجيا باستخدام الجسيمات النانويّة المغناطيسيّة بشكل آمن في الكائنات الحية. ونظل بانتظار تجارب سريريّة تختبر فاعليتها على البشر، لنقترب من تحقيق حلم العلاج الموضعيّ للسرطان بأقل الآثار الجانبيّة.