يُعاني العديد من الأشخاص من متلازمة القولون العصبيّ، التي يصحبها ألمٌ البطن وانتفاخها، ونوبات من الإسهال أو الإمساك، وشعور دائم بالتعب والإرهاق. ودائمًا ما يتردد على مسامعنا هذا الرابط القوي بين مرض القولون العصبيّ وشعور القلق والتوتر، فهل يتسبّب القولون العصبيّ في شعورنا بالقلق والتوتر، أم العكس هو الصحيح، أم أن هناك ما يربط بين الاثنين؟
تنتج متلازمة القولون العصبيّ IBS عن اختلالٍ في التفاعلات بين الدماغ والأمعاء، كما توجد عدة أسباب جينيّة للإصابة بهذه المتلازمة. في دراسة حديثة منشورة في دورية Nature، جمع الباحثون نحو 50,000 مريضٍ بالقولون مع مجموعة أخرى غير مصابة بالقولون العصبيّ، من أجل دراسة الجينوم الخاص بهم. وقد حددت الدراسة 6 جينات مشتركة بين مرضى القولون العصبيّ، من بينها 4 جينات مسئولة عن اضطرابات المزاج، والقلق، والتوتر، والتي لها دور في الجهاز العصبيّ.
في بداية الأمر، كان الباحثون يعتقدون بوجود علاقة سببيّة بين القلق والقولون العصبيّ؛ لكن هذه الدراسة قد أثبتت أن القلق والقولون العصبيّ كليهما نتيجة للاضطرابات في تلك الجينات. ورغم الحاجة لمزيد من الدراسات للمساعدة في فهم التفاعلات بين الدماغ والأمعاء الكامنة وراء القولون العصبي، فإن هذه الدراسة قد تمهّد الطريق أمام علاج مرضى القولون العصبي، عن طريق تعديل الجينات أو التحكم بها.