تُمثّل ولادة الطفل بداية مرحلة جديدة في حياة الوالدين. وتخضع الأمهات على وجه الخصوص للعديد من التغيُّرات النفسيّة، والفسيولوجيّة، والسلوكيّة، خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل؛ حيث تُعاني الأمهات من الحرمان من النوم، وتشتُّته، والنعاس أثناء النهار. ويرتبط ذلك بتغذية الطفل، ورعايته، وإيقاع نومه غير المنتظم، نظرًا لحاجته المستمرة إلى الرضاعة، والحنان، والنظافة. وهنا نتساءل: ما المدة التي تستغرقها الأمهات في النوم؟ وما هي اضطرابات النوم التي يعانين منها أثناء فترة رعاية الطفل الرضيع؟ يمكن للوالدين بعد معرفة الإجابة التقديريّة لهذه التساؤلات أن يتخذوا قرارات مهمة، تتعلق بطلب المساعدة الإضافيّة، وتحديد الوقت المناسب للعودة إلى العمل، وغير ذلك من شئون حياتهم الشخصية، والتنظيم العام للأسرة.
في دراسة حديثة منشورة في دورية Frontiers in Psychology، هدف الباحثون إلى معرفة العلاقة بين اضطراب النوم والنعاس أثناء النهار، ومقارنة كمية ونوعية النوم بين مجموعتين في عينة قوامها 113 امرأة من إسبانيا، تتراوح أعمارهن بين 25 و 50 عامًا، ولا يعانين من مشاكل صحية خطيرة؛ حيث تتولى 67 إمرأة منهن حاليًا تربية طفل أقل من عامين، بينما كانت 46 إمرأة بدون طفل أقل من 6 سنوات في رعايتهن. كما سجّلت المجموعتان مدة النوم، وانقطاع النوم، وجودة النوم، والنعاس أثناء النهار. وقد أظهرت النتائج أن هناك علاقة إيجابية بين عمر الرضيع ومدة نوم الأمهات، وقد تماثلت مدة النوم للأمهات بعد مرور 6 أشهر من ولادة الطفل، مع مدة النوم الخاصة بالنساء اللاتي لا يقمن برعاية أطفال تحت سن 6 سنوات. ومع ذلك، فإن تجزئة فترات النوم، والنعاس أثناء النهار، ومشاكل النوم، ما تزال مرتفعة لدى لأمهات اللاتي يتراوح عمر أطفالهن بين 6 و 12 شهرًا. كما زاد عدد مرات الاستيقاظ ليلًا للأمهات ممن لديهم أطفال تحت سن 18 شهرًا.
وهنا تتضح أهمية تقديم المساعدة والدعم النفسيّ للأمهات، وتوزيع مسئولية الطفل بين الوالدين، لتحقيق الرعاية الكاملة مع تفادي أي ضغوط غير مرغوبة.
شاركونا آرائكم وتجاربكم لرعاية الأطفال في عمر الرضاعة.