يُعرف الورم الأرومي الدبقي GBM بأنه الورم الخبيث الأكثر شيوعًا داخل الجمجمة لدى البالغين، حيث يُمثّل نحو 50٪ من الحالات. ومن المؤسف أن القدرة على تشخيص الورم ما تزال ضعيفة للغاية، ليستمر الإرتفاع في معدّل الإصابات، مع فرصة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بمتوسط 12 إلى 15 شهرًا. وقد توصّل العلماء إلى عدة أنظمة مختلفة من العلاجات المستهدِفة والمناعيّة، والتي تتفاوت في فعاليتها.
ويعتقد أن إحدى العقبات الرئيسيّة لعلاج الورم الأرومي الدبقي هي البيئة الدقيقة المثبّطة للمناعة والفريدة من نوعها في هذا الورم. اقترحت الدراسات العلميّة عدد من الاستراتيجيات لتفعيل الجهاز المناعيّ لإعادة تشكيل البيئة الدقيقة للورم، وتحويل الأورام الباردة إلى أورام ساخنة؛ حيث لا تثير الأورام الباردة استجابة جهاز المناعة، وبالتالي لا تستجيب للعلاجات المناعيّة، بينما تُظهر الأورام الساخنة علامات التهاب، مما يعني أنه يُمكن اختراقها بالخلايا التائيّة المناعيّة، والتي ربّما تعمل على محاربة السرطان.
ألقت عودة ظهور العلاجات الفيروسيّة مؤخرًا الضوء على جانب جديد من العلاج المناعيّ في الورم الأرومي الدبقي؛ حيث يستخدم العلاج بالفيروسات الانحلاليّة للورم فيروسات مُتكررة، قد تقتل الخلايا السرطانيّة المُصابة بشكل انتقائي، وتُطلق مُستضدّات مرتبطة بالورم، كما يمكنها إثراء الخلايا المناعيّة، وتحفيزها في أنسجة الورم. وتماشيًا مع هذه التأثيرات التحفيزيّة المناعيّة، يمكن تطبيق فيروسات تحلل الأورام كلقاحات نشطة مضادة للسرطان، لتعمل كمساعدات فعّالة لتعزيز الاستجابات المناعية في الورم الأرومي الدبقي.
وعلى الرغم من النتائج الأوليّة الواعدة للعلاجات الفيروسيّة التي أظهرت فوائد سريريّة محدودة على الورم الأرومي الدبقي، فما تزال العلاجات تعاني من بعض العوائق، مثل: صعوبة الموازنة بين التأثيرات المضادة للفيروسات ومضادة للورم، ومقاومة الاستجابات المناعيّة المستحثة بالفيروسات، والتأثيرات العلاجية غير المستدامة من خلال العلاجات الفيروسيّة.
لكن أول خطوة للوصول إلى الحل هي إدراك المشكلة، والتي بذل الباحثون الكثير من المحاولات لمواجهتها، ومن ثم العمل على تطوير فيروسات أكثر قوة كمضادة للأورام، مثل: فيروسات زيكا؛ فالعلاج بالفيروسات لا يحافظ فقط على الآثار العلاجيّة بالأورام الأوليّة الخبيثة، بل يقلل أيضًا من انتكاسات الورم لاحقًا.