النوم الجيّد ضرورة مهمة للحفاظ على الصحة النفسيّة والجسديّة للفرد، ويظهر تأثيره المُباشر في انتظام الساعة البيولوجيّة، وراحة الجسد، والوقاية من الأمراض. لكن يعاني الكثيرون من صعوبات بالنوم تتمثل في الأرق الذي يؤثر سلبًا على حياتهم اليوميّة.
يُعرف اضطراب الأرق (Insomnia) بأنه أحد اضطرابات النوم، حيث يشعر الفرد بالضيق، وعدم الرضا عن جودة النوم ومدته الكافية. ويتميز بصعوبات في النوم قد تستمر لفترة 3 أشهر، وتتكرّر بمعدل 3 مرات في الأسبوع؛ حيث يُعاني الفرد من صعوبة في بدء النوم، واستمراريته، إضافة إلى الاستيقاظ المُتكرر، وصعوبة العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ.
ويؤثر الأرق على العديد من الجوانب في حياة الفرد؛ حيث يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الجسديّة، كأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف مناعة الجسد. وعلى الجانب الاجتماعي، يؤدي الأرق إلى انخفاض في جودة أداء العمل، وزيادة الحوادث بالعمل والتغيب عنه. كما يُظهر المصابين بالأرق صعوبات في الذاكرة، والتركيز، والانتباه، وتنظيم الانفعالات، والمشاعر.
توجد العديد من الأساليب المعروفة لعلاج الأرق بمستوياته، وللتخفيف من حدة أعراضه، من خلال بعض الأدوية، وكذلك العلاج السلوكيّ الذي يتضمن العلاج بالاسترخاء وهو الخيار الأول للعلاج، لتخفيف القلق، والتوتر، وممارسة تمارين التنفس وإرخاء العضلات للوصول إلى حالة من النوم المريح، إضافة إلى تقييد النوم من خلال تجنب قيلولة النهار، وبالتالي زيادة ساعات النوم الفعلية ليلًا، وكذلك تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص بالسرير، فلا يستخدم السرير إلا عند التعب والشعور بالنوم، مع الالتزام بتوقيت محدد للنوم باستمرار. كما يُعزز العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من عادات النوم الصحيّة، ويُعيد هيكلة الأفكار، والسلوكيّات المُرتبطة باضطراب النوم.
مع الأسف، يُعاني العديد من الأشخاص حول العالم من اضطراب الأرق أو أعراضه، خاصة المصابين ببعض الاضطرابات النفسيّة كالقلق، والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة. ويشير الباحثون إلى العلاقة التفاعليّة بين هذه الاضطرابات والأرق؛ حيث يظهر الأرق أحيانًا كعرضٍ نتيجة لهذه الاضطرابات، كما أنه قد يُساهم في تطورها، وتكرار الإصابة بها، وشدة أعراضها. وهنا تكمن الأهميّة البالغة بضرورة نشر الوعي بطرق الوقاية، والعلاج، للحصول على الراحة النفسيّة والجسديّة.
فهل عانيت من الأرق سابقًا؟ شاركنا ببعض النصائح الفعّالة للحصول على نوم جيد ومريح.