تُستخدم المضادات الحيويّة لمكافحة مسببات المرض، لكنها تؤثر أيضًا على البكتيريا النافعة؛ مما يتسبب في صعوبة تكوين الميكروبات المعويّة واختلالها، كما يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بأمراض مختلفة بالجهاز الهضميّ. وعلى الرغم من تلك الأضرار الجانبيّة المعروفة، فإن طيف نشاط فئات المضادات الحيويّة المختلفة على البكتيريا المعويّة ما يزال ضعيفًا.
في دراسة حديثة، فحص الباحثون آثار 144 مضادٍ حيويٍ على 38 نوعًا من الميكروبات المعويّة البشريّة المهمة لصحة الجهاز الهضميّ عمومًا. أظهرت فئات المضادات الحيويّة أطياف تثبيط مميزة، بما في ذلك اختلاف تأثير بعض المضادات الحيويّة، ومنها الكنولونات quinolone، من جيل بكتيريا إلى آخر. كما استطاعت فئة المضادات الحيويّة الماكروليدات والتتراسيكلين تثبيط جميع البكتيريا النافعة التي اختبرت عليها تقريبًا، وقتل العديد منها؛ مما يقدم تفسيرًا محتملاً لاختلاف تأثير المضادات الحيويّة على بكتيريا الأمعاء الحيوانيّة والبشريّة.
وللتخفيف من الضرر الجانبيّ للماكروليدات والتتراسيكلين على بكتيريا الأمعاء المفيدة، توصّل الباحثون إلى الأدوية التي استعادت نشاط البكتيريا المفيدة فقط؛ لحمايتها بشكل انتقائي من المضادات الحيويّة الفتّاكة. وبذلك ساعدت نتائج الدراسة في توضيح تباين حساسيّة بكتيريا الأمعاء للمضادات الحيويّة، كما تقترح استراتيجيات للتحايل على آثار المضادات الحيويّة الضارة على الكائنات الدقيقة في الأمعاء.