يُعد نظام الصيام المتقطّع من أهم الأنظمة الغذائيّة التي تُساهم في تحسين صحة القلب لدى الأصحاء والمرضى على حدٍ سواء. ويُمثل مرضى متلازمة التمثيل الغذائي Metabolic Syndrome أحد أكثر الفئات عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة؛ فهل يساعد الصيام المتقطّع مرضى متلازمة التمثيل الغذائيّ على تجنب الإصابة بالأمراض القلبيّة؟

في دراسة حديثة، صمّم الباحثون تجربةً جديدةً لدراسة آثار الصيام المتقطّع على عوامل الخطر القلبيّة وبكتيريا القناة الهضميّة في مرضى متلازمة التمثيل الغذائيّ. شارك بهذه التجربة 39 مريضًا ممن يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي Metabolic Syndrome، تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عامًا؛ اتّبع21 فردًا منهم نظام الصيام المتقطّع ليومين فقط بالأسبوع، وذلك على لما يقرب 8 أسابيع، بينما اتّبع 18 فردًا عاداتهم الغذائيّة اليوميّة. وقد قيّم الباحثون عوامل الخطر القلبيّة بما في ذلك تكوين الجسم، والإجهاد التأكسدي، والوظائف الهضميّة، ومن ثم قياس التنوع، والتركيب، والمسارات الوظيفيّة للميكروبات المعويّة.

وبالفعل، ساهم الصيام المتقطّع لمدة 8 أسابيع في تقليل كتلة الدهون بشكل كبير، وتحسين معايير توسّع الأوعية الدموية. كما تسبّب في إحداث تغيير كبير بالمجتمع الميكروبي في القناة الهضميّة والمسارات الوظيفيّة، بطريقة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتخفيف من عوامل الخطر القلبيّة؛ ويتمثل هذا التغيير في انخفاض في مستويات عديدات السكاريد الدهنيّة، وزيادة في إنتاج الأحماض الدهنيّة قصيرة السلسلة، التي تُعد أكثر إفادة لصحة القلب من الأحماض الدهنيّة طويلة السلسلة.

وبذلك تقدّم هذه الدراسة رؤى إيجابيّة حول إمكانيّة الوقاية من الآثار السلبيّة لمتلازمة التمثيل الغذائيّ، وربط الحمية الغذائيّة المناسبة بالوقاية من عدة أمراض، مثل: أمراض القلب.